الخميس، 27 ديسمبر 2012

تقنيات مجانية لخدمة من يعاني من الإعاقات الحاسوبية والإنترنتية



تقنيات مجانية لخدمة من يعاني من الإعاقات الحاسوبية والإنترنتية

د. جميل احمد إطميزي.
كلية فلسطين الأهلية الجامعية، بيت لحم



مقال أكاديمي "تقنيات مجانية لخدمة من يعاني من الإعاقات الحاسوبية والإنترنتية"، نشر في ملحق صحيفة القدس الرقمي، السنة 1، 
العدد 11، ص 2، 27/12/2012م، الرابط:   www.alqudsalraqmi.ps/flipper/11  
 



ناقشنا في المقالة السابقة قضايا (أخلاقيات تصميم مواقع الإنترنت لضمان وصول الجميع) والتي وضحنا فيها ان تصميم مواقع الويب (الإنترنت) في العالم العربي تقوم على أساس اعتبار الشخص المتصفح هو شخص يمتلك أحدث البرمجيات، وأحدث الأجهزة، وعلى اعتبار ان المتصفح لا يعاني من أية إعاقة. ولم يخطر ببال مصممي هذه المواقع ان هناك قطاع من البشر يعانون من إعاقات صحية أو اقتصادية. واكدنا ان مسألة الوصول إلى الويب ليس قضية تكنولوجية وإنما هي مشكلة وعي، فموقع الانترنت يمكن الوصول إليه من أي شخص - بغض النظر عن قدراته أو إعاقته – اذا تم التصميم بناء على هذه المعرفة.
الإعاقات الحاسوبية والإنترنتية:
الإعاقة هنا هي الإعاقة التي تحد من قدرة المستخدم على الوصول إلى الإنترنت وبالتالي فان الذي يعاني من عرج أو سمنة شديدة مثلا لا يعد معوقا بهذا المعنى. ودوائر الإعاقات الحاسوبية والإنترنتية تشمل الآتي:
-       المعوق إعاقة دائمة ممن لا يستطيع الولوج والتعامل مع الإنترنت بسهولة.
-       المعوق إعاقة مؤقته من خلال الإصابة، أو المرض. وفي الواقع، يتعرض اغلبنا لفترة عجز مؤقت نتيجة كسر ذراعه أو تعرض لجلطة دماغية أو فقد السمع، أو الإجهاد وبالتالي يصبح الشخص معوقا.
-       الأصحاء الذين يعانون من ظروف تجعلهم معوقين ظرفيا، فإذا توقفت الفارة أو لوحة المفاتيح عن الأداء يصبح المستخدم وكانه معوق يدويا، وكذلك اذا قطعت الكهرباء يصبح المستخدم وكانه معوق بصريا، وكذلك لأجل الاستماع الى الوسائط الصوتية في بيئة صاخبة، يصبح المستخدم وكانه معوق سمعيا ... إلخ.
-       من يمتلك أجهزة قديمة، أو برمجيات غير محدثة، أو يعاني من سرعة إنترنت منخفضة فانه بهذا المعنى معوق ويتمنى ان تصمم المواقع بطريقة أخرى.
-       الأصحاء الذين لهم اتصال مباشر مع المعوقين، فكل أفراد العائلة سيعانون اذا لم يتمكن المعوق من الوصول الى الإنترنت ومثله المعلم والمحاضر والشركة ... إلخ، لان المجتمع يتحول الى رقمي في كل المجالات.
التكنولوجيا المتاحة لتخطي الإعاقة:
سوف نذكر هنا بعض أنواع التقنيات التي تسهل دخول المعوق الى الإنترنت والتعامل مع الحاسوب، وبعض هذه التقنيات متوفر في معظم أجهزة الحاسوب وبعضها اصبح من البديهيات.
×  خدمات نظام ويندوز للمعوقين:
يتوفر في ويندوز مجموعة خدمات لمساعدة المعوق وأغلبها موجودة في قائمة ابدأ (Start) ثم كل البرامج (All programs) ثم الملحقات(Accessories)  ثم الوصول (Accessibility)، ومن هذه الخدمات:
§     المكبر (Magnify): وهو موجه لضعاف البصر، حيث يمكن استخدام ميزة المكبر وكأنه يوجد نظارة مكبرة لتكبير النص والصور في أي جزء من الشاشة. على سبيل المثال، يمكن استخدام المكبِّر لقراءة كتلة صغيرة من النص على صفحة ويب أو لسهولة رؤية جزء من صورة في برنامج تحرير صور. ويوجد خيارات لتكبير كل الشاشة وبالتالي التحرك باستخدام أزرار التمرير أو استخدام العدسة وتعني تحريك مربع معين على مكان ليظهره بالحجم الذي ترغب به داخل المربع.
§     تكبير الأحرف: اذا كان المطلوب تكبير الأحرف بشكل دائم فالأفضل تغيير إعدادات دقة الشاشة.
§     الراوي (Narrator): جعل الحاسوب يتحدث بعدد من الطرق، التي يمكن أن تمثل وسيلة قيمة للشخص الذي يواجه صعوبات في القراءة والشخص الذي يعاني من ضعف الإبصار أو فقدانه تمامًا، بالإضافة إلى من يرغب بإراحة عينيه.
§      لوحة المفاتيح على الشاشة (On-Screen Keyboard): وهي بديل ملائم في حالة تعطل لوحة المفاتيح أو وجود مشاكل في بعض وظائف أصابع اليد. فبدلاً من الاعتماد على لوحة المفاتيح الفعلية في كتابة البيانات وإدخالها، يمكن استخدام 'لوحة المفاتيح على الشاشة'، حيث تظهر لوحة مفاتيح مرئية بها كافة المفاتيح القياسية، ويمكن تحديد مفاتيح باستخدام الماوس أو أي جهاز تأشير آخر، أو يمكن استخدام مفتاح فريد أو مجموعة مفاتيح للتنقل بين المفاتيح على الشاشة.
§     جعل استخدام الحاسوب اسهل (Ease of Access): وهي تضم الخدمات السابقة بالإضافة الى الاتي:
-       تشغيل التباين العالي واختيار نسق التباين العالي: ويسمح هذا الأمر بزيادة مقدار التباين بين ألوان بعض النصوص والصور المعروضة على شاشة الكمبيوتر، بحيث تكون تلك العناصر أكثر وضوحاً ويسهل التعرف عليها، وهي تفيد من لديهم اضطراب في الرؤية وربما تفيد من لديهم عمى الألوان.
-       تشغيل الوصف الصوتي: ويقوم بوصف أو قراءة ما يحدث في لقطات الفيديو (اذا توفر النص). وهذا واضح انه يفيد من يعاني مشكلة في النظر، أو ان النظر مشغول بأمور أخرى (كالسياقة مثلا).
-       تغيير حجم النص والرموز: يسمح هذا الخيار بإظهار النص والعناصر الأخرى على الشاشة بحجم أكبر، بحيث يسهل رؤيتها.
-       كما ويتوفر بعض الخدمات الأخرى.
§     يتوفر في ويندوز ميزة التعرف على الصوت (Speech Recognition) وهي تتيح تحويل الكلام المنطوق عبر ميكروفون الى نصوص وكذلك تنفيذ الأوامر الصوتية مثل فتح ملف أو تخزينه أو إغلاقه وغيره. ويمكن الذهاب الى لوحة التحكم والبحث عن هذه الميزة.
×  خدمات المتصفحات للمعوقين:
§     تكبير ما يعرض على المتصفحات: يمكن تكبير ما يعرض على أي متصفح مثل (فيرفوكس وكروم وإنترنت إكسبلورر وأوبرا ...الخ) بمجرد نقر زر كنترل مع + ويمكن تصغيره بنقر كنترل مع – .
×  خدمات جوجل لتخطي حاجز اللغات الأجنبية:
§     الجهل باللغات الأجنبية (وخصوصا عدم معرفة الإنجليزية) يمكن اعتبارها نوع من الإعاقة، وأفضل الحلول السريعة هي ما يقدمه محرك البحث جوجل، حيث يمكن الترجمة من / الى عشرات اللغات ومنها العربية من قائمة ترجمة (Translate). والاهم هو إمكانية فتح أي موقع وإظهاره باللغة العربية مهما كانت لغة الموقع الأصلية، عن طريق نسخ عنوان الموقع ووضعه في مربع الترجمة.
×  خدمات موقع يوتيوب لبعض الإعاقات:
§     يوفر موقع يوتيوب للفيديو (YouTube): بعض الخدمات لبعض الإعاقات:
-       يوجد زر في اسفل النافذة لخدمة التعليق (Captions) ورمزه () وهي تسمح بعرض نص عما  يدور في الفيديو (إن توفر النص) ويمكن ترجمته مباشرة الى العربية مثلا. وهذه تفيد الصم ومن يعاني من ضوضاء لأجل فهم ما يحدث في الفيديو وتحل جزئيا مشكلة أمية اللغات الأجنبية.
-       يوجد زر لتغيير الجودة (Change quality) ورمزه () حيث يمكن لمن يعاني من إعاقة بطء الإنترنت (وما أكثرهم في بلادنا!) مشاهدة الفيديو وان كان بجودة اقل ولكنه بحجم اقل بكثير.
-       ويوفر أيضا إمكانية لمشاهدة الفيديو في مرحلة لاحقة من زر ورمزه () يساعد من يرغب بمشاهدة الفيديو بوضوح ولا يملك إنترنت سريعة أو لأسباب متعلقة بالانشغال.
وهذه الأمور التي استعرضناها متوفرة للكل ومجانية، كما ويوجد برامج وأجهزة متخصصة متنوعة عديدة.
فيوجد طابعات برايل وكذلك شاشات برايل لمن يتعاملون مع هذه لغة برايل من أصحاب الإعاقات البصرية. ويوجد أجهزة ترصد حركة العين ويمكن استعمالها بفاعلية بدل الفارة وبدل أجهزة التأشير لمن يعاني من شلل الأيدي.
ذلك ما رغبنا أن نساهم به لمساعدة اخوه بيننا وأعزاء علينا.