الأحد، 29 أغسطس 2010

مقابلة مع جريدة القدس بشأن التعليم الإلكتروني


 -------------------------
مقابلة مع جريدة القدس بشأن التعليم الإلكتروني، نشرت تحت عنوان: "نشر كتابا جديدا بعنوان: نظم التعليم الإلكتروني وأدواته، د. جميل إطميزي:
التطور التقني الحاصل في تقنيات الويب وخدماته تفتح للجامعات فرصاً متعددة،..."، في 19/8/2010م، ص47، الرابط: 
 

السبت، 19 يونيو 2010

كيف يمكن أن يستفيد العرب من التعليم الإلكتروني

07 - رجب - 1431 هـ| 19 - يونيو - 2010

د. جميل اطميزي: كيف يمكن أن يستفيد العرب من التعليم الإلكتروني

د. جميل اطميزي: كيف يمكن أن يستفيد العرب من التعليم الإلكتروني
التعليم الالكتروني

 
مقابلة مع موقع "لها أون لاين"، عن طريق الصحفية "ميرفت عوف"، بخصوص التعليم الإلكتروني، 
نشرت بعنوان "كيف يمكن أن يستفيد العرب من التعليم الإلكتروني"، 
في تاريخ 19/6/2010م، الرابط: www.lahaonline.com/articles/view/36135.htm
 
عقبات وعثرات وقفت أمام د. جميل اطميزي من مدينة الخليل بالضفة الغربية أثناء تقديمه أطروحة الماجستير الخاصة بنظم التعليم الإلكتروني، لكنها لم تمنعه أبداً من المواصلة في الإبحار بهذا العلم؛ لسبر أغواره وإبداع دراسات وأبحاث تبين مزاياه وقدراته على الارتقاء بعقلية الإنسان وتفكيره.
ندرة المصادر العربية بل وانعدامها كانت أهم تلك العقبات؛ وهو ما دفعه إلى تركيز اهتمامه بعد الحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه إلى التركيز في جميع أبحاثه على مجال التعليم الإلكتروني، حيث نشر ما يقارب من 20 بحثاً عبر المجلات المحكمة والمؤتمرات الدولية والكتب وكان آخرها كتاب "نظم التعليم الإلكتروني وأدواته".

" لها أون لاين " تستضيف هذا الباحث ونحاول التعرف منه على أهمية التعليم الإلكتروني وإمكانية دمجه في الجامعات الفلسطينية وفوائده للطالب الجامعي، تابع معنا.

- بداية لماذا فضلت التخصص في دراسة وبحث نظم التعليم الإلكتروني، وما مدي أهمية هذا العلم في الوقت الحاضر؟
الحقيقة كنت أبحث خلال عام 2002 عن موضوع مميز لأتقدم به لأطروحة الماجستير في ذات التخصص الذي أنهيت فيه دراسة الدبلوم والبكالوريوس "تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب"، فتراءت إليّ فكرة التعليم الإلكتروني، كنت على يقين أنه سيغير نمط التعليم في العالم، فعكفت على دراسته، وعندها واجهتني المشكلة في المراجع والمصادر، فجميعها باللغة الإنجليزية!عزمت على استكمال الدراسة، ومن ثمَّ المواصلة في عمل الأبحاث والكتب التي تعرض التعليم الإلكتروني باللغة العربية ونجحت بفضل من الله إنجاز 20 بحثاً في مجال التعليم الإلكتروني منشورة في مجلات علمية محكمة ومؤتمرات دولية وكتب.

أما عن أهمية هذا العلم في الوقت الحاضر فتكمن في أنه يقدم أدوات ووسائل رائعة لإثراء العملية التعليمية متلائمة ومتوافقة مع ثورة الحاسوب والإنترنت، بحيث يستطيع الطالب اختصار الوقت والجهد في الحصول على المعرفة، كما ويخفض تكلفة التعلم والتعليم للطالب وللجامعة، فلم يعد مقبولاً الاستمرار في أساليب تدريس القرن الماضي، بالإضافة إلى أن وسائل التعليم الإلكتروني تتضمن قدرات لا تتوفر بالوسائل التقليدية، ومنها: المحاكاة والوسائط المتعددة، ووسائل التواصل والتفاعل، فمقطع فيديو من 5 دقائق عن الحرم المكي ومكوناته يغني عن شرح المحاضر لطلابه عدة محاضرات، وكذلك مقطع فلاش ثلاثي الأبعاد عن حركة كواكب المجموعة الشمسية.

- حدثنا قليلاً عن كتابك "نظم التعليم الإلكتروني وأدواته"، ما الشيء الجديد فيه الذي يضاف إلى ما كتب في التعليم الإلكتروني؟
كتب التعليم الإلكتروني عموماً قليلة، والمكتبة العربية تعاني عموماً من شُح الكتب المتخصصة في التعليم الإلكتروني، لا سيما ما يتعلق بنظمه وأدواته وبرمجياته، كما أن كثيراً من المهتمين في التعليم الإلكتروني يشكون قلة الكتب والأدلة والوثائق الخاصة به باللغة العربية، خصوصاً وأن بعض الجامعات العربية أخذت في تدريس بعض المقررات ذات العلاقة بالتعليم الإلكتروني، مثل مقرر: "مدخل إلى التعليم الإلكتروني"، أو مقرر: "تكنولوجيا التعليم".
والكتاب يقدم للقارئ العربي مصدراً يزيد من الكتب المتخصصة في المكتبة العربية، ويصلُح أن يكون كتاباً لأي مقرر ذي علاقة بالتعليم الإلكتروني، ويسد - ولو جزئياً - حاجة بعض المهتمين بهذا الشأن، حيث يركز الكتاب على التعليم الإلكتروني المطبق في الجامعات والمؤسسات التعليمية أكثر من غيرها من البيئات، وقد تميز الكتاب بحداثة موضوعه، لا سيما أن أغلب الكتب العربية الخاصة بالتعليم الإلكتروني لم تركز على الأدوات والنظم، والكتاب موجه لجميع المهتمين بالتعليم الإلكتروني من مصممين، ومعلمين، وطلاب.
وقد سبق لي إصدار كتاب سابق تحت عنوان: "نظام إدارة التعليم المرن لدعم التعلم في الجامعات التقليدية والمفتوحة" عن جامعة غرناطة باللغة الأسبانية عام 2005، وقد نشرت كتاباً آخر تحت عنوان: "دليــل استعمال نظام إدارة التعليم مفتوح المصدر مودل للمدرسين والطلاب" عام 2006، وهو الكتاب العربي الأول حول الموضوع، وهو مجاني ومنتشر على الإنترنت، وقد اعتمدته جامعات عربية كثيرة.

- هل يعي الدارس العربي حقيقة التعليم الإلكتروني؟
الواقع أن كثيرا من الأكاديميين طلاباً ومحاضرين، يفهمون التعليم الإلكتروني أنه تعليم افتراضي عبر الحاسوب وشبكة الانترنت، وهذا غير صحيح، فالتعليم الإلكتروني من حيث درجة استخدام الجزء الإلكتروني، يقسم إلى ثلاثة أقسام.

 الأول: تعليم إلكتروني مساند يُستخدم لمساندة عملية التعليم التقليدية (وجهاً لوجه) ودعمها، باستخدام تقنيات وأدوات الويب الإلكترونية في عملية توفير بعض المحتويات، وإمكانيات الاتصال، وهذا النوع قد لا يؤثر على سير عمل المحاضرات التقليدية، وقد يُخَفض عددها بما لا يزيد على 24%.
 بينما القسم الثاني تعليم إلكتروني مدمج بحيث يدمج التعليم الإلكتروني المباشر مع التعليم التقليدي، ومن خلاله يمكن الوصول لجزء أساسي من المحتويات عبر الويب، ويؤدي إلى خَفض عدد المحاضرات التقليدية بين 25% إلى75%، ويقوم القسم الثالث التعليم الإلكتروني المباشر أو ما يعرف بالتعليم الافتراضي، ويتم دون أي اتصال فيزيائي بين الطالب والمحاضر حيث لا توجد قاعات دراسية، ويتلقى الطالب تعليمه بالكامل عبر الشبكة، ورغم ذلك، فإن بعض الجامعات يمكنها أن توفر لقاءات تقليدية مثل: تقديم الامتحانات، ولكن هذه اللقاءات لا تزيد عن 25% من عدد المحاضرات.

وهذا لا يعني أن التعليم الافتراضي هو أمر منقوص، وليس كل التعليم مقصود منه الحصول على الدرجة الجامعية، فكثير من الدارسين يهمه الحصول على الخبرة والمعلومة، فيمكن للدارس الالتحاق بدورات نافعة جداً عبر هذا النوع كدراسة مساق للغة الانجليزية مثلاً.

- في ظل ثورة المعلومات التي نعيشها، ما حاجة الطالب الفلسطيني لمواكبة تلك التطورات في العلوم والتكنولوجيا؟
في عصر المعلومات، فإن حاجة الطالب الفلسطيني لمواكبة التطورات هي الأساس، كحاجة أي طالب عربي وغير عربي، والتطور التقني الحاصل في تقنيات الويب وخدماته تفتح للجامعات وللمحاضرين وللطلاب فرصاً متعددة واعدة؛ لكي تُستغل للرفع من كفاءة العملية التعليمية، فلم يعد المحتوى التعليمي هو من تأليف المحاضر والمتخصصين، ولم يعد الطالب هو المتلقي، بل أصبح الطالب هو محور العملية التعليمية بلا منازع، وغدا الطالب يؤلف المحتوى التعليمي وينشره ويتشارك مع أقرأنه ويسمع ردودهم ومقترحاتهم، ويبني المحتوى ويعدل الموجود منه ويخصه حسب احتياجاته المعرفية والتي تختلف من متعلم لآخر، كل ذلك بفضل الثورة في تقنيات الويب المحسوبة على الجيل الثاني والذي وفر أدوات متنوعة، وغالباً مجانية على شبكة الإنترنت، والمحتوى التعليمي المتوفر بكثرة على شبكة الإنترنت، سواء من إنتاج الأفراد أو حتى المؤسسات، تعكس سمة من سمات متعلمي هذا العصر، وهي سمة القوة المعرفية الناتجة من وفرة المعلومات وتنوعها، وعلى المتعلم أن يخطط ويبني ويخصص المحتوى الموجود حسب احتياجاته المعرفية والتي تختلف من متعلم لآخر.

إن المتعلم تتغير طباعه وميوله التعليمية باستمرار، وما كان مطبقا قبل عقد من الزمن، أصبح غير ملائم اليوم، وهذه التغيرات الحاصلة في التركيبة النفسية والمعرفية لمتعلمي اليوم توجب على التربويين وصناع القرار في أي مؤسسة تعليمية أن يبادروا إلى تبني إستراتيجيات تعليمية وأدوات تعليمية تتناسب وهذا الجيل. ولدينا من تراثنا قول منسوب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول فيه: علموا أولادكم غير ما علمتم؛ فأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم.

وتكمن خصوصية الطالب الفلسطيني في أنه يعاني أوضاعاً صعبة ناتجة بالأساس عن الاحتلال اليهودي لفلسطين، كصعوبة التنقل ما بين المدن، وصعوبة السفر للخارج، وفقدان كثير من المحاضرات نتيجة المنع والحصار والحواجز، لذلك نجد أن التعليم الإلكتروني يساهم ولو جزئياً في حل بعض هذه الإشكالات.

- كيف يمكن دمج التعليم الإلكتروني في الجامعات الفلسطينية، وما الوسائل لإنجاح هذا النوع من التعليم غير التقليدي؟
إن دمج التعليم الإلكتروني وتبنيه في أي جامعة، يتطلب إعداد خطة إستراتيجية تغطي عدداً من السنوات، وذلك لإنجاح عملية دمج التعليم الإلكتروني بالتعليم التقليدي، ولكي لا تتخبط الجامعة وينتهي الأمر بفشل ذريع، عليها تحديد الرؤية، أو الهدف العام من مشروع التعليم الإلكتروني، وتحديد الأهداف التي ترغب الجامعة بتحقيقها من هذا المشروع، ومن ثم دراسة إمكانياتها الحالية فيما يخص متطلبات التعليم الإلكتروني، ولا سيما أيضاً تحديد التكنولوجيا المطلوبة من حيث أنواع التعليم الإلكتروني الذي سيتم تبينه، وأسلوب التعليم الإلكتروني الذي سيتم اعتماده، ونوع البرمجية سواء (شراء منصة تجارية، أو الحصول على منصة مفتوحة المصدر، أو القيام بتصميم منصة خاصة بالجامعة)، وكذلك عليها أيضاً ضمن إعداد الإستراتيجية تحديد الأمور المتعلقة بمحتويات المقررات من حيث مصدر المحتويات كشرائها، أو تطويرها في الجامعة، وشروط المقررات وأولويتها في التطوير، وكذلك عددها، بالإضافة إلى شروط الفريق المشرف على التأليف والتطوير، وخطوات تطوير المقررات وإجراءاتها، وأخيراً عليها تحديد طريقة تقييم المقررات من خلال تحديد المسائل المتعلقة بالإجراءات الإدارية، وإجراءات الدعم، وعمل ميزانية تقديرية تشمل المصاريف المباشرة، وغير المباشرة، إضافة إلى تحديد العوائد، والتخفيضات المتوقعة، وتحديد الخطوات اللازمة التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة، وأخيراً وضع جدول زمني بالخطوات المطلوب عملها خلال المدة.

- من واقع تجربتك ما شروط ومتطلبات إنجاح هذا النوع من التعليم؟
لا شك أن نجاح هذا النوع من التعليم غير التقليدي يحتاج إلى متطلبات وشروط ضرورية، أهمها: خطط واضحة تبين كيفية دمج التعليم الإلكتروني، ومراحله، وميزانياته، متطلبات تقنية، مثل: بنية تحتية تكنولوجية، وسعة نطاق عالية، وخادم قوي، وبرمجيات خاصة مثل: برمجيات إدارة التعليم، وأيضاً متطلبات تنظيمية وإدارية، مثل: أبنية حديثة، وأنظمة وإدارة عصرية ومتطلبات بشرية، من كادر مؤهل يشمل خبراء بالتقنية، وخبراء بالتربية، كما يتطلب تدريب خاص للمحاضرين وللطلبة المشمولين بالنظام.

- ماذا عن الفوائد التي يجنيها الطالب من التعليم الإلكتروني؟
لعل من أهم الفوائد التي يجنيها الطالب من التعليم الإلكتروني مقارنة بأسلوب التعليم التقليدي المرونة والملائمة عبر سهولة وسرعة الوصول إليه في أي وقت ومكان، كما أنه يمثل تغذية راجعة فورية عند استخدام واجبات وامتحانات وتمارين مباشرة على الإنترنت، كما أنه يسمح للدارس أن يدرس بحسب قدرته، سواء ببطء أو بسرعة، ويقدم أساليب تعليمية متنوعة تمنع الملل، كما أنه أيضاً يوفر الوقت فيتمكن الطالب عبر التعليم الإلكتروني تنظيم الوقت بحيث يجدول دروسه بحسب عمله وعائلته، ويفيد التعليم الإلكتروني في خفض تكلفة السفر والتنقل والمعيشة، أما على صعيد الاتصالات والتفاعل فهو يتيح تواصل مباشر بين الطلبة والمحاضر عبر دروس على الإنترنت، ويكون التفاعل أفضل منه في الصفوف المكتظة.

- ما العقبات والطموحات المأمولة في هذا التخصص في مجتمعنا العربي؟
يعاني التعليم الإلكتروني من بعض المحددات والمعوقات، فهو يحتاج إلى بنية تحتية تكنولوجية قد لا تتوفر في بعض الأماكن، كما أن سعة النطاق المحدودة للإنترنت قد تعيق عملية التعليم لا سيما في التحميل والتعامل مع الوسائط المتعددة، ناهيك عن التكلفة العالية في بداية اعتماد التعليم الإلكتروني، من حيث التجهيزات والأدوات التي يحتاجها، أيضاً قد يشعر بعض الطلبة بالضياع أو الإرباك بشأن الأنشطة التعليمية وأحياناً أخرى قد يشعر البعض الآخر بالعزلة عن أقرانه وأستاذه في التعليم الإلكتروني الافتراضي، وأيضاً من أهم المعوقات عدم تكافؤ الفرص بين الطلبة الأغنياء والفقراء من ناحية قدرتهم على امتلاك أجهزة حديثة واتصال سريع.
أما بخصوص الطموحات المأمولة في التعليم الإلكتروني في الجامعات العربية، فإن التعليم الإلكتروني يضيف للجامعات العربية ما يضيفه لأي جامعة في العالم ويبرز كأحد الحلول الجزئية الواعدة لمشاكل التعليم والمتعلقة بضعف الإمكانات المالية، وقلة عدد المقاعد المتاحة في الجامعات وصعوبة التنقل للمحاضرين والطلبة.

الأحد، 25 أبريل 2010

دائرة تكنولوجيا المعلومات في جامعة فلسطين الأهلية


مقابلة مع جريدة القدس بشأن قسم تكنولوجيا المعلومات في جامعة فلسطين الأهلية، نشرت بعنوان 
"دائرة تكنولوجيا المعلومات في جامعة فلسطين الأهلية...رؤية عصرية وبصمات واضحة"، 
في 25/4/2010م ص47، الرابط: http://web.alquds.com/docs/pdf-docs/2010/4/25/page47.pdf
 


الأحد، 11 أبريل 2010

رؤية مستقبلية للتدريب الالكتروني في فلسطين



بسم الله الرحمن الرحيم

رؤية مستقبلية للتدريب الالكتروني في فلسطين: 
دراسة مخصصة لحالة وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية.

د. جميل احمد إطميزي.
كلية فلسطين الأهلية الجامعية - بيت لحم


مقال أكاديمي "رؤية مستقبلية للتدريب الإلكتروني في فلسطين: دراسة مخصصة لحالة وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية"، 
نشر في جريدة القدس 11/4/2010م ص43، الرابط: http://web.alquds.com/docs/pdf-docs/2010/4/11/page43.pdf
 

توطئة
التعليم الإلكتروني هو مجموعة أنشطة تغطي التعلم والتعليم في أي زمان ومكان، على حاسوب موصول بشبكة، وتعتبر اغلب الأبحاث ان التعليم الالكتروني والتدريب الالكتروني هما شيئا واحدا، في حين أن بعضها تفرق بينهما مستندين إلى أنهما ورثا الفرق بين التعليم التقليدي والتدريب التقليدي، ويمكننا بإيجاز تمييز التدريب الالكتروني بالاتي:
­     التدريب الالكتروني هو جزء من التعليم الالكتروني بمفهومه العريض.
­     التدريب الالكتروني غالبا ما يقتصر على المؤسسات والشركات التي تدريب موظفيها، لترفع من كفاءتهم المهنية والعلمية.
­     اعتبر البعض الدافعية، فمتى سعى الموظف إلى تحسين قدراته عبر الوسائل الالكترونية فهذا تدريب الكتروني وإلا فهو تعليم الكتروني.
أساليب التدريب الإلكتروني:
المتزامن: هو النشاط الذي يتم في الوقت الحقيقي، تحت قيادة المدرب حيث يتواجد هو وجميع المتدربين في نفس الوقت ويتواصلون مباشرة، ولكن ليس تواجداً فيزيائياً بنفس المكان، وهذا الأسلوب يضمن مرونة المكان وليس الزمان.
اللامتزامن: في هذا الأسلوب، ليس من الضروري أن يتواجد المدرب والمتدربين بنفس الوقت ولا أن يتواجدوا بنفس المكان. ومن الأمثلة على استخدام هذا الأسلوب: استخدام برمجيات إدارة المحتويات والبريد الإلكتروني ومنتديات النقاش.
مزايا وفوائد التدريب الإلكتروني:
* المرونة والملائمة:
­    سهولة وسرعة الوصول للمحتويات والأنشطة بأي وقت وأي مكان مع إمكانية الاختيار بين دورات متوفرة وتتزايد باستمرار.
­    تغذية راجعة فورية عند اداء الواجبات، والامتحانات، والتمارين مع سهولة وسرعة المراجعة، والتحديث، والتحرير، والتوزيع.
­    مراعاة الفروق الفردية بين المتدربين ومنها قدرة المتدرب أن يدرس بسرعة أو ببطيء.
­    يقدم تسهيلات، وأساليب تعليمية متنوعة تمنع الملل.
­    يُسهل متابعة المتدربين ولو كانوا كُثر، كما يسهل وصول الالآف لنفس المصدر في نفس الوقت بخلاف المصادر الورقية.
* الــوقــــت: حيث يوفر ويتيح للمتدرب تنظيم وقت بحيث يجدول تلقيه لدورته بما ينتسب وظروف العمل، والعائلة كما ويتيح له القفز عن مواد ونشاطات يعرفها.
* الــمال: حيث يخفض تكلفة السفر، والتنقل، والمعيشة، وكذلك يخفض تكلفة الإنتاج، والتوزيع للمواد التدريبية، وتكلفة المكاتب، والمدربين إضافة إلى تقليص تكلفة ضياع وقت العاملين.
* الاتصالات والتفاعل:
­    إمكانية الاتصال والتفاعل الإلكتروني المباشر بين المدرب والمتدربين، وكذلك إتاحة الفرصة للمتدربين التفاعل الفوري إلكترونيا فيما بينهم من خلال وسائل البريد الإلكتروني و منتديات النقاش و غرف الحوار ونحوها.
­    إمكانية التدرب بأي مكان يتوفر فيه حاسوب وإنترنت.
­    التفاعل بين المدرب والمتدربين يكون أفضل في حالة الصفوف المكتظة.
محددات التدريب الإلكتروني:
­    يحتاج بنية تحتية تكنولوجية قد لا تتوفر في بعض الأماكن.
­    تكلفة البداية تكون عالية.
­    بعض المتدربين قد يشعر بالضياع أو الإرباك بشأن الأنشطة التدريبية كما قد يشعر بعضهم بالعزلة عن اقرأنه وأستاذه.
­    المتدرب يحتاج لمعرفة مهارات الحاسوب.
التدريب الالكتروني ووزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية
استخدام تقنيات التدريب الالكتروني في تزايد عالمي مستمر، والمؤسسات  التربوية الفلسطينية ومنها وزارة التربية تواجه المزيد من التحديات والتي يمكن للتدريب الالكتروني أن يساعد في حلها، ومن هذه التحديات:
1-  الحاجة إلى التعليم والتدريب بسبب التطور في مختلف المجالات المعرفية.
2- الحاجة الماسة إلى التعليم والتدريب في الوقت المناسب والمكان المناسب على مدار الساعة.
3- الجدوى الاقتصادية حيث تساهم في تخفيض تكاليف التعليم والتدريب للموظفين.
أهمية التدريب الإلكتروني:
إن التغيير السريع في المجتمعات البشرية ومنها المجتمع الفلسطيني، في كل المجالات وعلى رأسها تقنيات وأساليب التعليم والتدريب، يفرض على القيمين على التعليم والتدريب مواكبة تلك التطورات، ورسم الخطط لدمج التقنيات الحديثة لا سيما التدريب والتعليم الالكتروني في منظومة وزارة التربية، مواكبة للعصر ولجني الفوائد الكبيرة من ذلك.
ومن نافلة القول، التأكيد على أهمية التدريب للمدرسين والموظفين في القطاع التربوي، فلم يعد مقبولا منهم الاستمرار بالتعليم بناء على المعلومات والمعارف التي حصلوا عليها قبل دخولهم مجال التربية والتعليم. فالتدريب المستمر يعمل على تغيير الفرد بهدف تنمية ورفع كفاءته وقدرته على الإنتاج والعطاء عن طريق تحويل المعارف والمعلومات الجديدة التي تلقاها إلى مهارات تطبيقية. ويكفي الإشارة إلى انه إذا كان معدل التغير داخل المؤسسة أقل من معدل التغير خارجها؛ فإن نهاية المؤسسة وشيكة، السؤال هو متى تحين!.
وقد سبقتنا بعض دول المنطقة ولا سيما دول الخليج العربي، حيث أطلق المركز العربي للتدريب التربوي لدول الخليج العربية بوابة تدريب إلكترونية على شبكة الإنترنت.
وتظهر أهمية التدريب الالكتروني في مزاياه وفوائده التي سبق ذكرها، وهو يضيف لقسم التدريب في الوزارة ما يضيفه لأي جهة تدريب في العالم، ولكننا سنركز على الفوائد الإضافية للحالة الفلسطينية التي تعاني مشاكل فريدة ناتجة بالأغلب من الاحتلال الإسرائيلي.
أنواع التدريب الإلكتروني:
1.       التدريب الإلكتروني المساند: بحيث يُستخدم لمساندة ودعم عملية التدريب التقليدية باستخدام تقنيات وأدوات الويب في عملية توفير بعض المحتويات، وإمكانيات الاتصال. وهذا النوع قد يُخَفض عدد الجلسات بما لا يزيد عن 24%.
2.       التدريب الإلكتروني المدمج: يدمج التدريب الإلكتروني المباشر مع التدريب التقليدي، بحيث يمكن الوصول لجزء أساسي من المحتويات والأنشطة التدريبية عبر الويب. وهذا النوع يمكن أن يُخَفض عدد الجلسات بين 25% إلى 75%.
3.       التدريب الإلكتروني المباشر أو الافتراضي: يتم دون أي اتصال فيزيائي بين المدرب والمتدرب، ويتلقى المتدرب دورته بالكامل عبر الشبكة، ورغم ذلك، فانه يمكن توفير بعض الجلسات التقليدية كجلسة التعارف والافتتاحية وكذلك جلسات الإمتحانات والتقييمات وبما لا يزيد عن 25% من عدد ساعات الدورة.
حلول التدريب الإلكتروني:
في هذا القسم نعرض بعض المشاكل الحادة التي تعاني منها الوزارة، ودور التدريب الإلكتروني في تقديم الحلول للمشاكل الآتية:
1.       ضعف الإمكانيات المالية: الوزارات الفلسطينية بالمجمل تعاني من ضعف شديد بالموارد المالية، والمخصصات المالية لوزارة التربية بالكاد تفي للقيام بالمهام الأساسية، ومخصصات التدريب قطعا قليلة.
2.       قلة عدد الدورات المتاحة مع كثرة موظفي الوزارة: حيث يوجد حوالي 40 ألف معلم وموظف في وزارة التربية ويضاف إليهم حوالي 20 ألف في وكالة الغوث وفي المدارس الخاصة، وكل معلم يأخذ في المتوسط 30 ساعة تدريبية سنويا، مع حاجته عدة دورات تدريبية متنوعة أكثر من المتاح كثيرا، وهذا يفوق طاقته قسم التدريب بالوزارة نظرا لقلة الموارد المتاحة.
3.       صعوبات التنقل للمدربين وللمعلمين: وهذه من المشاكل الفريدة التي يعاني منها الفلسطينيون، فقطاع غزة معزول عن الضفة، وكلاهما معزول عن القدس، ومع وجود الحواجز العسكرية، ومنع التجول وإغلاق الطرق، فان المدن مقطوعة عن بعضها، والقرى مقطوعة عن المدن، وهذا يؤثر بشكل سلبي وكبير على حركة المدربين والمعلمين معاً، ويخسر المتدربين الكثير من جلسات التدريب جراء تلك الصعوبات.
وقد يعتبر البعض أن هذه المشاكل طارئة، ولكنها امتدت طويلا ولا أمل قريب في زوالها، وعليه فلا بد من التقليل من آثارها، ويبرز التدريب الإلكتروني كأحد الحلول الجزئية الواعدة، إضافة إلى الفوائد الأخرى التي يمكن أن يضيفها، ومنها:
§   تقليص تكاليف التدريب؛ لان أحد فوائده خفض كلف التدرب والتدريب، وتقليص تكاليف الحصول على الدورات المستحدثة.
§   تقديم التدريب لأكبر عدد؛ عن الطريق التغلب على مشكلة قلة عدد الدورات المتاحة، لان أي دورة تطرح إلكترونيا بأسلوب التدريب المدمج يُخَفض عدد الجلسات إلى النصف، وإذا طرح بالأسلوب الافتراضي تُخَفض بأكثر من 75%.
§   القضاء على قائمة الانتظار للحصول على الدورات التدريبية الأساسية.
§   تخفيف الآثار الناتجة عن صعوبة التنقلات عن طريق توفير جزء من جلسات التدريب، والمحتويات والأنشطة التدريبية، وإمكانيات التواصل عبر الإنترنت.
كيفية إدماج التدريب الإلكتروني في الوزارة:
أن دمج وتبني التدريب الإلكتروني يتطلب إعداد خطة إستراتيجية تغطي عدداً من السنوات، وهنا سنقترح عدة نقاط، نرى من الأهمية دراستها وتوضيحها ضمن تلك ألخطة الإستراتيجية قبل تبني التدريب إلكتروني:
­       تحديد الرؤية، أو الهدف العام من مشروع التدريب إلكتروني.
­       تحديد الأهداف التي ترغب الوزارة بتحقيقها من هذا المشروع.
­       دراسة إمكانيات الوزارة ومديرياتها ومدارسها الحالية فيما يخص متطلبات التدريب الإلكتروني.
­       حملة توعية مخططة وشاملة على مستوى الوزارة والمديريات والمدارس للحد من مقاومة التغيير وتقبل الأسلوب الجديد.
­       تحديد التكنولوجيا المطلوبة من حيث: نوع أو أنواع التدريب الإلكتروني الذي سيتم تبينه، وأسلوب التدريب الإلكتروني الذي سيتم اعتماده، ونوع البرمجية (منصة تجارية، أو منصة مفتوحة المصدر، أو منصة خاصة بالوزارة).
­       تحديد الأمور المتعلقة بمحتويات وأنشطة الدورات التدريبية من حيث: مصدرها كشرائها، أو تطويرها، وشروط وأولوية الدورات التي سيتم تطويرها وكذلك عددها، وشروط الفريق المشرف على التأليف والتطوير، وخطوات وإجراءات تطوير وتقييم الدورات.
­       تحديد المسائل المتعلقة بالإجراءات الإدارية، وإجراءات الدعم.
­       عمل ميزانية تقديرية تشمل المصاريف المباشرة، وغير المباشرة إضافة إلى تحديد العوائد والتخفيضات المتوقعة.
­       تحديد الخطوات اللازمة التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة مع وضع جدول زمني بتلك الخطوات.
توصيات متعلقة بتبني التدريب الإلكتروني:
من واقع خبرتنا، سنقترح توصيات حول بعض النقاط، موضحين أسباب تلك التوصيات:
1)      مركز تدريب إلكتروني: ننصح باستحداث وحدة إدارية للتدريب الإلكتروني في الوزارة، تقوم بالإشراف على برنامج التدريب الإلكتروني في كل مديرية، لما في ذلك من توفير الجهد، وتوحيد الإجراءات، وحسن الأداء، وتخفيض المصاريف.
2)      أسلوب التدريب الإلكتروني: نرى أن المديريات الفلسطينية أكثر احتياجاً للأسلوب اللامتزامن لأسباب منها: جداول مواعيد المعلمين مختلفة، وارتفاع تكلفة تكنولوجيا الأسلوب المتزامن وكذلك ارتفاع تكلفة إعداد الدورات التدريبية التي تعتمده، إضافة إلى أن المدارس والمعلمين لا يمتلكون إنترنت سريعة. على أنه يمكن استخدام بعض أدوات الأسلوب المتزامن الضرورية، وغير المكلفة إلى جانب الأسلوب اللامتزامن ومنها: الدردشة والرسائل الفورية وأسماء المتصلين الآن.
3)      نوع التدريب الإلكتروني: من واقع أبحاثنا ودراساتنا وخبراتنا فأننا يمكن أن ننصح بالاتي:
* استخدام التدريب الإلكتروني المباشر (الافتراضي) في الدورات التدريبية العلاجية أو التكميلية لمواضيع أخذها المعلم في الجامعة، وفي الدورات التي يكون فيها دور المتدرب إشرافي أو توجيهي، والدورات التي يسجل فيها أعدادا كبيرة. ورغم ذلك، فأننا ننصح بتوفير لقاءات وجه لوجه مثل لقاء وجاهي بين المدرب المتدربين، وأثناء عقد الامتحانات والتقييمات.
* استخدام التدريب الإلكتروني المدمج الذي يمزج التدريب الإلكتروني مع التقليدي، في الدورات التي لا يحتاج فيها المتدرب للمدرب بشكل دائم، ودورات لا تحتاج إلى المختبرات بشكل مكثف.
* استخدام التدريب الإلكتروني المساند بحيث تبقى اللقاءات التقليدية على وضعها المعهود، وقد تُخًفض اللقاءات الوجاهية بما لا يزيد عن ربع عدد ساعات الدورة عن طريق تلقي جزء من الأنشطة والمحتويات عبر الشبكة.
4)      البرمجيات مفتوحة المصدر: وهي تسمح بـاستعمالها وتوزيعها، وتسمح بعديل الكود البرمجي، في حين أن البرمجيات التجارية تضع شروط على الاستخدام، ولا تسمح بالتوزيع أو التعديل، أو حتى بالاضطلاع على الكود البرمجي، وقد أصبحت البرمجيات مفتوحة مصدر هي مجال صاعد واعد،  واتجهت شركات دولية إلى استخدامها مثل مؤسسة الفضاء الأمريكية "ناسا". ونوصي بتبني منصة تعليم وتدريب إلكتروني (برمجيات إدارة المقررات أو المحتويات) مفتوحة المصدر، لأنها تكاد تكون مجانية في مقابل برمجيات تجارية باهظة الثمن، وتسمح بتعديل الكود البرمجي دون أي تكاليف إضافية تدفع للشركة المصنعة، كما أنها لا تشترط عدد المتدربين المشتركين. ومن أمثلة تلك المنصات المفتوحة المصدر المعربة والتي ننصح بها: برنامج إدارة التعليم MOODLE أو ILIAS، وبرنامج إدارة المحتويات Joomla.
إطار عمل لنظام التدريب الالكتروني:
يجب أن يستند نظام إدارة التدريب الالكتروني على منصة الكترونية. ويمكن إجمال المهام الأساسية لها كما يلي:
1) تسجيل الدخول: بصفة مدير النظام، مدير المدرسة/القسم، موظفي قسم التدريب الالكتروني: مصمم، مبرمج...
2) وصف لجميع الدورات المتاحة لمعلمي وموظفي الوزارة ويتضمن.
3) الدورات الالكترونية التي يحق للموظف دخولها.
4) تقارير متنوعة.

الخلاصة:
لقد أصبح التدريب الإلكتروني مطلبا ملحا، وأصبحت الحاجة له ماسة، وصار على وزارة التربية أن تسعى لتبنيه وإدماجه، لتحسين مستوى التدريب، ولفتح المجال لتدريب المزيد من المعلمين ولطرح العديد من الدورات الجديدة والانتقال خطوة إلى الإمام بإعطاء الإمكانية للمعلم بأخذ دورات يريدها. ويحمل التدريب الالكتروني في طياته حل بعض المشاكل الصعبة مثل ضعف الإمكانيات المالية، وقلة عدد المقاعد المتاحة، وصعوبة تنقل الطلبة والمحاضرين، ولكنه لكي ينجح يحتاج إلى خطط إستراتيجية وإعدادات مسبقة سبق بيانها.
لقد أوضحنا في هذه المقالة كيفية دمج التدريب الإلكتروني في منظومة وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطيني، وتضمنت عرض توصيات متعلقة بهذا الدمج، كما وتضمنت إطار عمل (هيكل أساسي) لمنصة تدريب الكتروني مقترحة.