السبت، 30 يناير 2010

التعليم الإلكتروني: آمال عريضة وحلول واعدة للجامعات الفلسطينية



بسم الله الرحمن الرحيم

التعليم الإلكتروني: آمال عريضة وحلول واعدة للجامعات الفلسطينية

د. جميل احمد إطميزي.
كلية فلسطين الأهلية الجامعية - بيت لحم



§ مقال أكاديمي "التعليم الإلكتروني: آمال عريضة وحلول واعدة للجامعات الفلسطينية"، 
نشر في وكالة معا في 30/1/2010، الرابط: www.maannews.net/arb/ViewDetails.aspx?ID=257774، 
ونشر في جريدة القدس 17/1/2010م ص44، الرابط: http://web.alquds.com/docs/pdf-docs/2010/1/17/page44.pdf


توطئة
نظام التعليم هو أحد مقومات حياة المجتمعات المعاصرة، فلو توفر للإنسان كل البيانات والمعلومات عن أي شيء بحيث يتوصل لها وقتما وحيثما شاء، فهو لا يزال يحتاج إلى نظام تعليم، لكنه سيختلف عما تعودناه من أنظمة التعليم  التقليدية، وعما شاهدناه سابقاً من صفحات تسلسلية على الويب.
إن التعليم مثل غيره من الخدمات أصبح له نسخة إلكترونية في ظل مجتمع إلكتروني يتميز بخدمات إلكترونية من تجارة إلكترونية وحكومة إلكترونية وغير ذلك، وهو يبحث دائما عن أدوات وطرق تَعَلُم جديدة لتحسين عملية التعليم، ومنها الأداة الأكثر تقدماً وهي التعليم الإلكتروني، الذي انتشر كأداة حديثة ومهمة من خلال انتشار الإنترنت منذ تسعينات القرن الماضي وغدت الكثير من المؤسسات التعليمية تعتمده ضمن نظامها.
عموماً يمكننا إن نعتبر التعليم الإلكتروني مظلة تغطي كل أنشطة التعلم والتعليم التي يمكن أن تتم في أي زمان ومكان، على جهاز حاسوب موصول عموما بشبكة.
متطلبات التعليم الإلكتروني:          
لكي ينجح التعليم الإلكتروني فأنه يحتاج لمتطلبات وشروط ضرورية منها:
§        خطط واضحة: تبين كيفية دمج التعليم الإلكتروني، ومراحله، وميزانياته.
§        متطلبات تقنية: بنية تحتية تكنولوجية، وسعة نطاق عالية، وخادم قوي، وبرامج إدارة التعليم.
§        متطلبات تنظيمية وإدارية: أبنية، وأنظمة، وإدارة عصرية.
§        متطلبات بشرية: كادر مؤهل يشمل خبراء بالتقنية، وخبراء بالتربية، كما يتطلب تدريب خاص للمحاضرين وللطلبة.
أساليب التعليم الإلكتروني:
§        المتزامن: هو مصطلح يصف النشاط التعليمي الذي يتم في الوقت الحقيقي، تحت قيادة المحاضر حيث يتواجد هو وجميع الدارسين في نفس الوقت ويتواصلون مباشرة مع بعضهم البعض، ولكن ليس تواجداً فيزيائياً بنفس المكان، وهذا الأسلوب يضمن المرونة بالمكان وليس بالزمان.
§        اللامتزامن: في هذا الأسلوب، ليس من الضروري أن يتواجد المحاضر والطلبة بنفس الوقت ولا أن يتواجدوا بنفس المكان، مثل استخدام البريد الإلكتروني ومنتديات النقاش.
إن كلا الأسلوبين له حسناته وسيئاته، ونرى أن الجامعات أكثر احتياجا للأسلوب الأخير لأسباب سنوردها لاحقاً.
مزايا وفوائد التعليم الإلكتروني:
يمكننا إدراج فوائد التعليم الإلكتروني لكلا الأسلوبين مقارنة بالتعليم التقليدي:
§  المرونة والملأمة:
-        سهولة وسرعة الوصول للمحتويات بأي وقت وأي مكان.
-        إمكانية الاختيار بين مساقات متوفرة دائماً، وتتزايد باستمرار.
-        تغذية راجعة فورية عند استخدام الواجبات، والامتحانات، والتمارين.
-        سهولة وسرعة المراجعة، والتحديث، والتحرير، والتوزيع للمكونات التعليمية.
-        الأسلوب اللامتزامن يسمح للدارس أن يدرس حسب قدرته (بسرعة أو ببطىء).
-        يقدم تسهيلات، وأساليب تعليمية متنوعة تمنع الملل.
-        يُسهل متابعة الطلبة ولو كانوا كُثر.
-        سهولة وصول الالآف لنفس المصدر في نفس الوقت بخلاف المصادر الورقية.
§  الــوقــــت:
-        توفير الوقت.
-        تنظيم الوقت بحيث يجدول الدارس دراسته بما ينتسب وظروف العمل، والعائلة.
-        توفير الوقت لأنه يتيح للطالب القفز عن مواد ونشاطات يعرفها.
§  الــمال: حيث يخفض...
-        تكلفة السفر، والتنقل، والمعيشة.
-        تكلفة الإنتاج، والتوزيع للمواد التعليمية.
-        تكلفة المكاتب، والمحاضرين.
-        تكلفة ضياع وقت العاملين.
§  الاتصالات والتفاعل:
-        إمكانية الاتصال والتفاعل الإلكتروني المباشر بين الطلبة والمحاضر.
-        إمكانية الدراسة بأي مكان يتوفر فيه حاسوب وإنترنت.
-        التفاعل بين المحاضر والطلاب يكون أفضل في حالة الصفوف المكتظة.
محددات التعليم الإلكتروني:
يعاني التعليم الإلكتروني من بعض المحددات والتي تعتبر حوافز لدراستها والعمل على حلها:
-        يحتاج بنية تحتية تكنولوجية قد لا تتوفر في بعض الأماكن.
-        سعة النطاق المحدودة للإنترنت (Bandwidth) قد تعيق عملية التعليم لا سيما عند التعامل مع الوسائط المتعددة.
-        تكلفة البداية تكون عالية.
-        بعض الطلبة قد يشعر بالضياع أو الإرباك بشأن الأنشطة التعليمية.
-        بعض الطلبة قد يشعر بالعزلة عن اقرأنه وأستاذه.
-        بعض المساقات يصعب توزيعها بالإنترنت والبعض الأخر يحتاج لتواصل شخصي.
-        الطالب يحتاج لمعرفة مهارات الحاسوب.
التعليم الإلكتروني الجامعي:
في الواقع أن التعليم الإلكتروني ليس مقتصراً على الجامعات أو المؤسسات التعليمية، بل ويستخدم أيضاً في الشركات، والمؤسسات التجارية، والمهنية وغيرها،و لكننا في هذه المقالة سنقتصر على التعليم الإلكتروني ذو الصلة بالتعليم الجامعي.
حاليا، فان اغلب الجامعات العصرية تتبنى نوعاً من أدوات التعليم الإلكتروني، ويتجه دور الجامعات التقليدي إلى التغير قطعاً، وسوف تكون برامج التعليم أكثر انفتاحاً بحيث تتبنى برامج مفتوحة، وبرامج مدمجة، وكذلك برامج إفتراضية لبعض المساقات، والتعليم الإلكتروني سوف يدمج في جميع الجامعات والبرامج التي تطرحها، وسيستعمل بشكل طبيعي، ولن يعود شيئاً خاصاً ومنفصلاً عن نظامها القائم، بل سيكون جزءاً طبيعياً ومتكاملاً معه، بحيث لا يعاد الإشارة له كشيئاً منفصلاً.
أنواع التعليم الإلكتروني المستخدم في الجامعات:
يمكن لأي جامعة تبني أي من الأنواع الآتية:
1-     التعليم الإلكتروني المساند: بحيث يُستخدم لمساندة ودعم عملية التعليم التقليدية (وجه لوجه) باستخدام تقنيات وأدوات الويب الإلكترونية في عملية توفير بعض المحتويات، وإمكانيات الاتصال. وهذا النوع قد لا يؤثر على سير عمل المحاضرات التقليدية، وقد يُخَفض عددها بما لا يزيد عن 24% .
2-     التعليم الإلكتروني المدمج: يدمج هذا النوع التعليم الإلكتروني المباشر مع التعليم التقليدي، بحيث يمكن الوصول لجزء أساسي من المحتويات عبر الويب. وهذا النوع يمكن أن يُخَفض عدد المحاضرات التقليدية بين 25% إلى75%.
3-     التعليم الإلكتروني المباشر: وهو المعروف بأسم التعليم الإفتراضي والذي يمكن أن يتم دون أي اتصال فيزيائي بين الطالب والمحاضر، ويتلقى الطالب تعليمه بالكامل عبر الشبكة، ورغم ذلك، فان بعض الجامعات يمكنها أن توفر لقاءات تقليدية مثل اشتراط تقديم الإمتحانات في مختبراتها ولكن هذه اللقاءات لا تزيد عن 25% من عدد المحاضرات.
التعليم الإلكتروني والجامعات الفلسطينية:
التعليم الإلكتروني يضيف للجامعات الفلسطينية ما يضيفه لأي جامعة في العالم، وقد أوردنا فوائد التعليم الإلكتروني بالعموم، كما وأن له فوائد إضافية للجامعات الفلسطينية التي تعاني مشاكل خاصة ناتجة بالأغلب من الاحتلال الإسرائيلي.
التعليم الإلكتروني وحل مشاكل تلك الجامعات:          
هنا نعرض بعض المشاكل الحادة التي تعاني منها الجامعات الفلسطينية، ودور التعليم الإلكتروني في تقديم الحلول:
1-     ضعف الإمكانيات المالية: الجامعات الفلسطينية بالمجمل تعاني من ضعف شديد بالموارد المالية، ولا توجد مساعدات حكومية حقيقية، وتكاد تكون أقساط الطلبة هي المورد المالي الأساسي. وعندما نعلم أن غالبية الشعب الفلسطيني تحت خط الفقر، حيث بلغت نسبة الفقر 72%-74% وبأن أكثر من نصف الشعب يعاني من البطالة، فإننا ندرك أن مسألة رفع الأقساط هي قضية صعبة لأن معظم الطلبة يعاني من الأقساط بوضعها الحالي، وجزءاً كبيراً لم يُكمل تعليمه الجامعي لأنه لا يملك القسط الجامعي.
2-     قلة عدد المقاعد المتاحة: كل الجامعات الفلسطينية تعاني من محدودية الاستيعاب، واغلبها وصل إلى طاقته القصوى، بل إن بعضها قد اضطر إلى الاستيعاب فوق طاقتها!، وهذه المشكلة نابعة من قلة الموارد، ومحدودية رخص البناء في المناطق التي تخضع للإحتلال الإسرائيلي المباشر، إضافة إلى كثرة عدد الجامعات النسبية والتي تزيد التكاليف الإدارية، وتستهلك الكثير من الأبنية، في مسائل مكررة في كل جامعة. فحسب إحصائيات وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية فقد بلغ عدد الملتحقين 180956 طالب في العام الدراسي 2008/2007 موزعين على 12 جامعة (11 جامعات تقليدية وجامعة مفتوحة تتكون من عدة فروع)، و12 كلية جامعية، و19 كلية متوسطة...!!!، وعندما نعلم أن أكثر من 47 الف طالب نجح في امتحان التوجيهي، وإن تلك الجامعات والكليات خرجت 14613 طالب في العام الدراسي 2007/2006، فأننا نعلم أن عدد المقاعد المطلوب توفرها كبير.
3-     صعوبات التنقل للطلبة والمحاضرين: وهذه من المشاكل الفريدة التي يعاني منها الفلسطينيون، فقطاع غزة معزول عن الضفة، وكلاهما معزول عن القدس، والحواجز العسكرية، ومنع التجول وإغلاق الطرق، تُقطع المدن عن بعضها، كذلك القرى عن المدن، بل وتقطع المدينة نفسها، وهذا يؤثر بشكل سلبي وكبير على حركة الطلاب والمحاضرين معاً، ويخسر الطلاب الكثير من المحاضرات جراء تلك الصعوبات.
وقد يعتبر البعض أن هذه المشاكل طارئة، ولكنها امتدت عشرات السنوات، ولا أمل قريب في زوالها، وعليه فلا بد من حلها، أو التقليل من آثارها على التعليم الجامعي.
ويبرز التعليم الإلكتروني كأحد الحلول الجزئية الواعدة لتلك المشاكل، إضافة إلى الفوائد الأخرى التي يمكن أن يضيفها لتلك الجامعات، فالتعليم الإلكتروني يمكنه:
1-     تخفيف المشاكل المالية؛ لان أحد فوائده خفض كلف التعلم والتعليم.
2-     تخفيف مشكلة قلة عدد المقاعد المتاحة، لان أي مساق يطرح إلكترونيا بأسلوب التعليم المدمج يُخَفض عدد المحاضرات إلى النصف، وإذا طرح بالأسلوب الإفتراضي يُخَفض عدد المحاضرات بأكثر من 75%.
3-     تخفيف الآثار الناتجة عن صعوبة التنقلات عن طريق توفير جزء من المحاضرات، والمحتويات، وإمكانيات التواصل عبر الإنترنت.
كيفية إدماج التعليم الإلكتروني في الجامعات الفلسطينية
أن دمج وتبني التعليم الإلكتروني في أي جامعة يتطلب إعداد خطة إستراتيجية تغطي عدداً من السنوات، وذلك لإنجاح عملية دمج التعليم الإلكتروني بالتعليم التقليدي، ولكي لا تتخبط الجامعة وينتهي الأمر بفشل ذريع. وهنا سنقترح عدة نقاط، نرى من الأهمية دراستها وتوضيحها ضمن تلك ألخطة قبل الشروع بإدخال التعليم إلكتروني في الجامعة:
§        تحديد الرؤية، أو الهدف العام من مشروع التعليم إلكتروني.
§        تحديد الأهداف التي ترغب الجامعة بتحقيقها من هذا المشروع,
§        دراسة إمكانيات الجامعة الحالية فيما يخص متطلبات التعليم الإلكتروني.
§        تحديد التكنولوجيا المطلوبة من حيث:
-        نوع أو أنواع التعليم الإلكتروني الذي سيتم تبينه.
-        أسلوب التعليم الإلكتروني الذي سيتم اعتماده.
-        نوع البرمجية (شراء منصة تجارية، أو الحصول على منصة مفتوحة المصدر، أو برمجة منصة خاصة).
§        تحديد الأمور المتعلقة بمحتويات المساقات من حيث:
-        مصدر المحتويات كشرائها، أو تطويرها في الجامعة.
-        شروط وأولوية المساقات التي سيتم تطويرها وكذلك عددها.
-        شروط الفريق المشرف على التأليف والتطوير.
-        خطوات وإجراءات تطوير المساقات.
-        تحديد طريقة تقييم المساقات.
§        تحديد المسائل المتعلقة بالإجراءات الإدارية، وإجراءات الدعم.
§        عمل ميزانية تقديرية تشمل المصاريف المباشرة، وغير المباشرة إضافة إلى تحديد العوائد والتخفيضات المتوقعة.
§        تحديد الخطوات اللازمة التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة.
§        وضع جدول زمني بالخطوات المطلوب عملها خلال المدة.
توصيات متعلقة بدمج التعليم الإلكتروني في الجامعات الفلسطينية:
من واقع خبرتنا، سنقترح توصيات حول بعض النقاط التي تفيد عملية تبني مشروع التعليم الإلكتروني في الجامعات الفلسطينية موضحين أسباب تلك التوصيات:
1. مركز تعليم إلكتروني: ننصح باستحداث وحدة إدارية يمكن تسميتها "مركز أو وحدة التعليم الإلكتروني"، تقوم بالإشراف على برنامج التعليم الإلكتروني في كل الجامعة، وعدم ترك الأمر لكل كلية، لما في ذلك من توفير الجهد، وتوحيد الإجراءات، وحسن الأداء، وتخفيض المصاريف.
2. أسلوب التعليم الإلكتروني: نرى أن الجامعات الفلسطينية أكثر احتياجاً للأسلوب اللامتزامن لأسباب منها:
-        جداول مواعيد الطلبة مختلفة.
-         التكنولوجيا المطلوبة للأسلوب المتزامن باهظة، وغير متوفرة في الجامعات الفلسطينية.
-        ارتفاع تكلفة المساقات التي تعتمد الأسلوب المتزامن.
-         اغلب الطلبة لا يمتلكون إنترنت سريعة، فحسب استبيان جرى تحت إشراف المؤلف شمل عينة كبيرة (1100 طالب) من جامعة البوليتكنك -والتي يمكن تعميمها على بقية الجامعات الفلسطينية - فإن 34% من الطلبة يتصلون بالإنترنت عبر خط الهاتف العادي، و30% منهم يمتلكون خطوط ADSL، والبقية لا تمتلك إنترنت بيتي.
على أنه يمكن استخدام بعض أدوات الأسلوب المتزامن غير المكلفة إلى جانب الأسلوب اللامتزامن ومنها: الدردشة Chat، والرسائل الفورية Messages، وأسماء المتصلين الآن.
3. نوع التعليم الإلكتروني: من واقع أبحاثنا ودراساتنا وخبراتنا فأننا يمكن أن ننصح بالاتي:
§  استخدام التعليم الإلكتروني المباشر (الإفتراضي) في المساقات ذات الخصائص الآتية:
-        مساقات طابعها علاجي، أو تكميلي لمواضيع أخذها الطالب في المرحلة الثانوية المدرسية ومنها: انجليزي 1، وعربي 1، ورياضيات 1، وثقافة إنسانية ...إلخ.
-        مساقات لا يحتاج فيها الطالب إلى المحاضر بشكل ضروري.
-        مساقات يسجل فيها كثير من الطلبة، لا سيما المتطلبات الجامعية، والمساقات الحرة.
ورغم ذلك، فأننا ننصح الجامعات الفلسطينية التي تعتمد اللقاءات التقليدية، أن توفر لقاءات وجه لوجه ما بين 20%-25% من المساق شاملا. مثلا إعطاء 10 ساعات زمنية تقليدية لمساق يتطلب حوالي 50 ساعة زمنية وإعطاء الامتحانات في مباني الجامعة.
§  استخدام التعليم المدمج: الذي يمزج التعليم الإلكتروني مع التعليم التقليدي، في المساقات ذات الخصائص الآتية:
-        مساقات لا يحتاج فيها الطالب المحاضر بشكل دائم.
-        مساقات لا تحتاج إلى المختبرات بشكل مكثف.
وهذا النوع يمكن أن يُخًفض عدد المحاضرات التقليدية بمعدل 50%.
§  استخدام التعليم الإلكتروني المساند لبقية المساقات: بحيث تبقى المحاضرات التقليدية على وضعها المعهود، وقد يُخًفض بما لا يزيد عن 24% من محاضرات المساق.
4. البرمجيات مفتوحة المصدر: نوصي بتبني منصة تعليم إلكتروني مفتوحة المصدر، للأسباب الآتية:
-        البرمجيات المفتوحة المصدر متوفرة دائما، وشبه مجانية في مقابل برمجيات أخرى باهظة الثمن.
-        ترخيص تلك البرمجيات يسمح بالاضطلاع على الكود البرمجي، وبالتالي يمكن تعديله حسب خصوصية الجامعة، دون أي تكاليف إضافية، كما أنها لا تشترط حدا أعلى لعدد الطلبة المشتركين فيها في حين أن البرمجيات التجارية لا تسمح بالاضطلاع على الكود البرمجي وهي التي تملك حق التعديل بتكاليف باهظة، ورُخص تلك البرمجيات محددة بعدد مقاعد معينة بحيث تضطر الجامعة لترخيص جديد مع زيادة أعداد الطلبة.
-        البرمجيات المفتوحة المصدر أصبحت تنافس بل تتفوق على الأنواع التجارية المملوكة، حيث يشترك آلاف المبرمجين والمطورين عبر العالم في تطويرها، ومشاركة الآخرين في تبادلها مجاناً.
وليس سراً أن شركات دولية قد تركت بعض البرمجيات المملوكة واتجهت صوب البرمجيات المفتوحة المصدر، فمثلاً مؤسسة الفضاء الأمريكية "ناسا" قد تركت قاعدة بيانات (Oracle) واستخدمت (MySql) المفتوحة المصدر.
وبناءً عليه، فأننا ننصح بأحد المنصات المفتوحة المصدر، مثل Moodle، الذي يستعمل من قبل آلاف المؤسسات التربوية، وهو متوفر على موقع (http://moodle.org/)، ويتميز بسهولة التركيب، والاستعمال، بل والتطوير، ومتوافق مع أنظمة تشغيل: يونيكس وليونيكس وويندوز، ويدعم العديد من أنواع قاعدة البيانات، ومتوفر بـعشرات اللغات ومنها العربية. والنظام تم بنائه على أُسس تربوية وليس تقنية، ويوجد له مئات المطورين حول العالم ويتميز بتحديثات مستمرة.
الخلاصة:
لقد أصبح التعليم الإلكتروني واقعاً، وأصبحت الحاجة له ماسة، وصار على الجامعات العربية عموماً، والجامعات الفلسطينية خصوصاً، أن تحسن إدماجه وتبنية. ولم يعد مقبولا أن تكتفي الجامعات الفلسطينية، باستخدام بعض أدوات التعليم الإلكتروني لدعم التعليم التقليدي، بل لا بد أيضاً من التخطيط لاستعمال النوع المدمج، والمباشر في طرح بعض المساقات، لما في ذلك من رفع مستوى التعليم، وحل بعض المشاكل الصعبة مثل ضعف الإمكانيات المالية، وقلة عدد المقاعد المتاحة، وصعوبة تنقل الطلبة والمحاضرين. وقد أوضحنا في هذه المقالة ماهية التعليم الإلكتروني، ومتطلباته، وفوائده إضافة إلى كيفية إدماجه، وتبنية في الجامعات الفلسطينية، وذكرنا بعض التوصيات التي تُعِين القائمين عليها.