الخميس، 3 سبتمبر 2009

قراءة متأنية في نتائج التصنيف الدولي للجامعات الفلسطينية



قراءة متأنية في نتائج التصنيف الدولي للجامعات الفلسطينية 
حسب مؤسسة ويب ماتريكس

د.جميل احمد إطميزي
 جامعة فلسطين الأهلية/بيت لحم


مقال أكاديمي "قراءة متأنية في نتائج التصنيف الدولي للجامعات الفلسطينية حسب ويب ماتركس"، 
نشر في وكالة معا في 03/11/2009، الرابط: www.maannews.net/ARB/ViewDetails.aspx?ID=236937، 
ونشر في جريدة القدس 8/11/2009م ص44، الرابط: http://web.alquds.com/docs/pdf-docs/2009/11/8/page44.pdf

 توطئة:
ان الواقع الحالي للجامعات في العالم العربي والإسلامي لا ينفصل عن واقع حال العرب والمسلمين، فلا يمكن ان نتصور ان تكون جامعاتنا متميزة وباقي أحوالنا في الحضيض، فرغم ان  أول ظهور للجامعات كمؤسسات علمية كانت في مدن العالم الإسلامي، كجامعة قرطبة التي بدأت في الأندلس سنة 796م، وقريبا من تلك الفترة جامعة الزيتونة في تونس، وجامعة القرويين في المغرب سنة  859م وكذلك جامعة الأزهر التي ظهرت سنة 979م، وقبل هذه وتلك كانت المساجد الكبيرة والجوامع عبارة عن جامعات متميزة في كل أنحاء العالم الإسلامي . في حين ان أقدم جامعات أوروبا كانت جامعة بولونا في ايطاليا عام 1088م ثم جامعة باريس في فرنسا عام 1113م ثم جامعة أكسفورد 1180م ثم جامعة كيمبرج 1209م. وفي العصر الحالي انتشرت الجامعات، ويقدر ان عددها قد تجاوز 30000 جامعة ومؤسسة تعليم عالي في العالم.
وقد انتشرت في الأعوام الأخيرة ظاهرة تصنيف الجامعات: أعلى 100 جامعة  أو أعلى 500 جامعة في العالم، والسؤال ما هو تقييم جامعاتنا الفلسطينية ضمن هذا التصنيف؟
أن التصنيف العالمي للجامعات عادة ما يختار ترتيب الجامعات حسب معايير محددة قابلة للقياس توزع الأوزان بينها حسب أهميتها من وجهة نظر الجهة المصنفة، ومن اشهر هذه الجهات:
1.      التصنيف العالمي كيو إس "التايمز".
2.      تصنيف جامعة جايو تونج شانغهاى.
3.      تصنيف   THES-QSللجامعات العالمية.
4.      تصنيف ويب ماتريكس Webometrics.
ولكل جهة معاييرها وموازينها، ويوجد جهات أخرى اقل شهرة.
وفي هذه المقالة سنركز على قراءة مؤشرات نتائج التصنيف الدولي لمؤسسة ويب ماتريكس Webometrics للجامعات الفلسطينية خصوصا، وسنعرج قليلا على بعض المقارنات بالنسبة للجامعات العربية والدولية.
ما هو تصنيف ويب ماتريكس:
هو تصنيف عالمي مشهور يصدر عن فريق بحث يتبع اكبر مركز أبحاث اسباني CSIC ويرتبط بوزارة التربية والتعليم في مدريد، ويهدف إلى تشجيع نشر المعلومات على مواقع الجامعات، وهو يصنف الجامعات بحسب المعلومات عنها وذات العلاقة بها والمتوفرة في مواقعها على الانترنت.
وهذا التصنيف يصدر منذ عام 2004 بشكل نصف سنوي (كانون الثاني/ يناير و تموز/ يوليو)، ويغطي أكثر من 17000 من مؤسسات التعليم العالي في جميع أنحاء العالم منها حوالي 500 جامعة في العالم العربي، ويقوم بتصنيف أول 6000 جامعة على المستوى العالم، كما ويقوم بتصنيف أول 100 جامعة حسب القارة أو حسب المنطقة.
عنوان موقع هذا التصنيف هو http://www.webometrics.info/index.html
كيف يتم التصنيف؟
يقوم التصنيف على أساس ان نشاطات أي جامعة تظهر في مواقعها الالكترونية، ويستند هذا التصنيف على أربعة معايير تشكل معا تقييم للجامعة، وهي:
1- معيار الحجم (size): وهو عدد صفحات موقع الجامعة الالكتروني التي يتم تداولها عبر محركات البحث الأربعة وهي (Google, Yahoo, Live Search, Exalead).
2- معيار الرؤية (visibility): ويقصد به عدد الروابط الخارجية (ومنها البحوث العلمية) التي لها رابط على موقع الجامعة ويتم الحصول على هذه المعلومات من محركات البحث (Yahoo Search, Live Search, Exalead).
3- معيار الملفات الغنية (rich files): حيث يتم حساب عدد الملفات "الالكترونية" بأنواعها المختلفة والتي وتنتمي لموقع الجامعة عبر محرك البحث  Google.
4- معيار الأبحاث (scholar): حيث يتم حساب عدد الأبحاث والدراسات والتقارير المنشورة الكترونيا تحت نطاق موقع الجامعة والتي يأخذها من Google Scholar.
ويتم حساب التقييم يناء على النسب المئوية الآتية للمعايير:
المعيار
النسب المئوية
1- معيار الحجم (size) :
20%
2- معيار الرؤية (visibility)
50%
3- معيار الملفات الغنية (rich files)
15%
4- معيار الأبحاث (scholar)
15%

تصنيف الجامعات الفلسطينية:
هذه النتائج مبينة على التقييمات التي نشرت في تموز/ يوليو 2009، علما ان 14 جامعة فلسطينية دخلت مجال المنافسة، ومن هذه التقييمات:
- ترتيب الجامعات الفلسطينية حسب أعلى 6000 جامعة بالعالم:
الترتيب عالميا
اسم الجامعة
2,392
الجامعة الإسلامية - غزة
2,831
جامعة القدس
2,838
جامعة النجاح الوطنية
3,228
جامعة بيرزيت
4,999
جامعة بيت لحم
- ترتيب الجامعات الفلسطينية الأخرى والتي لم تظهر في قائمة أعلى 6000 جامعة بالعالم:
الترتيب عالميا
اسم الجامعة
6,841
الجامعة العربية الأمريكية
7,057
جامعة القدس المفتوحة
7,227
جامعة الأزهر -غزة
7,530
جامعة بوليتكنك فلسطين
- عدد جامعات بعض دول الشرق الأوسط ودولة "إسرائيل" ضمن أول 200، أول 500، أول 1000عالميا:
الدولة
أول 200 جامعة
أول 500 جامعة
أول 1000 جامعة
"إسرائيل"
1
4
7
تركيا

1
8
السعودية
1
2
4
إيران


1

عدد الجامعات لبعض دول الشرق الأوسط ودولة "إسرائيل" حسب أعلى 100 جامعة في أسيا:
الدولة
أول 200 جامعة
"إسرائيل"
6
تركيا
3
السعودية
3
إيران
لا يوجد
فلسطين
لا يوجد
ترتيب الجامعات الفلسطينية حسب أعلى الجامعات في العالم العربي:
علما ان عدد الجامعات العربية لمشمولة بالتصنيف تقارب الخمسمائة جامعة.
التقييم
اسم الجامعة
14
الجامعة الإسلامية - غزة
18
جامعة القدس
19
جامعة النجاح الوطنية
22
جامعة بيرزيت
44
جامعة بيت لحم
70
الجامعة العربية الأمريكية
75
جامعة القدس المفتوحة
77
جامعة الأزهر -غزة
83
جامعة بوليتكنك فلسطين
ردات فعل متناقضة:
عادة ما تحدث نتائج هذا التصنيف ردود فعل متناقضة، فبعض الجامعات ومنها الجامعات السعودية مثلا، والتي حصلت على نتائج "متواضعة" في السنوات قبل الأخيرة، شككت في أسس هذا التصنيف، وأعلنت ان الترتيب فيه ليس للجامعات وإنما هو لمواقع الجامعات الالكترونية الموجود على شبكة الانترنت، وفي المقابل فان بعض الجامعات التي حصلت على نتائج "متقدمة" –ومنها بعض الجامعات السابقة التي قامت بترتيب أمورها- هللت ورحبت وعنونت الموضوع "حصلت جامعتنا على مرتبة كذا كأفضل جامعات العالم"  .
قراءة متأنية للنتائج:
ان القراءة المتأنية والمهنية لهذا التصنيف تقودنا إلى طرح النقاط الآتية حوله:
* ان هذا التصنيف يهدف إلى تشجيع نشر المعلومات ذات العلاقة بالجامعة على مواقعها الالكترونية، وليس دورة المفاضلة المطلقة بين "أفضل" الجامعات.
* الموقع يستخدم مصطلح "أعلى Top" 100 جامعة مثلا (في ترتيب الجامعات) ولا يستخدم مصطلح "أفضل"، وهذا الترتيب قائم على الأسس التي أعلنها وليس غيرها.
* مقاييس هذا التصنيف موضوعية بغض النظر عن شموليتها أو عمقها.
* مما لا شك فيه ان حجم الجامعة سيؤثر على التقييم، كما ان الجامعات التي تتضمن دراسات عليا والجامعات البحثية ستكون في وضع أفضل من غيرها.
* بحسب هذا التصنيف، فان تقييم الجامعات الفلسطينية يعتبر جيدا حيث حصلت 8 جامعات فلسطينية على مراتب متقدمة ضمن أول 100 جامعة في العالم العربي –من اصل أكثر من 500 جامعة عربية دخلت التقييم-
* لا شك ان الجامعات الفلسطينية والعربية تحتاج إلى مراجعة نقدية لشؤونها في ظل نتائج متقدمة جدا لجامعات دولة "إسرائيل".
* يجب ان تعي إدارات الجامعات ان مواقعها الالكترونية، هي واجهتها الى العالم، فأي شخص في العالم يستطيع التجول في الموقع ولكنه لن يستطيع زيارة مباني الجامعة فعليا.
* التذرع بان جامعاتنا تقدم أكثر مما هو منشور على مواقعها هو حجة عليها وليس لها.
نصائح :
يمكن للجامعات الفلسطينية والعربية تحقيق نتائج أفضل في هذا التقييم، فقد قفزت بعض الجامعات السعودية – بعد ترتيب أمورها – إلى مواقع متقدمة، فقد انضمت جامعة الملك سعود إلى نادي أول مائتي جامعة عالمية بتحقيقها المرتبة 197 حديثا، في حين انها كانت تحتل المرتبة (3259) في عام 2007، ثم تقدمت إلى المركز (380) في يوليو 2008م، ثم إلى المركز (292) في يناير 2009م. ولم يأتي هذا التقدم جزافا فقد أطلقت جامعة الملك سعود خلال العامين الماضيين مبادرات وبرامج تطويرية انعكست على المكانة العالمية التي حازتها، من حيث برامج كراسي البحث، وبرنامج النانو، واستقطاب علماء نوبل، ومراكز التميز، ووادي الرياض للتقنية، والتوأمة العلمية العالمية، وريادة الأعمال، والأوقاف، والسنة التحضيرية، والجودة والاعتماد الأكاديمي، وتطوير أعضاء هيئة التدريس، والمشاريع الإستراتجية لمنشآت توسعية في البرامج الأكاديمية والصحية وغيرها من البرامج التي قادت إلى تطور أداء الجامعة على المستويين البحثي والأكاديمي.
ورغم علمنا الأكيد بضعف إمكانيات الجامعات الفلسطينية وكذلك اغلب الجامعات العربية، إلا اننا نقدم النصائح الآتية:
·         الاهتمام بالمواقع الالكترونية للجامعات وذلك من خلال:
-         نشر معلومات وافيه عن الجامعة وأدلتها وخططها وتقاريرها الدورية.
-         نشر المعلومات المجانية، ومنها نشر الدوريات التي تصدرها الجامعات على المواقع بدل حبسها في الأدراج، ونشر المقالات محاضريها وطلابها.
-         نشر المعلومات الخاصة بالأبحاث العلمية والدراسات التي يقوم بها أساتذة الجامعة.
-         إضافة موقع للتعليم الالكتروني والذي يتيح لكل محاضر مكان لرفع محتويات مقرراته وطريقة للاتصال بالطلبة كما يوفر كميات كبيرة من المعلومات.
-         الاهتمام بالمكتبة التقليدية عن طريق توفير موقع الكتروني للوصول لها والبحث فيها وكذلك الاشتراك في قواعد البيانات الالكترونية العالمية، إضافة إلى بناء مكتبة الكترونية توضع فيها جميع الإطروحات والرسائل التي تتم في الجامعة.
·         الاهتمام بالنشر العلمي والأبحاث والدراسات من قبل الحكومات ومن قبل إدارات الجامعات.
·         تفعيل دور اتحاد الجامعات العربية في المساهمة برفع مستوى الجامعات العربية، رغم ان موقع الاتحاد الالكتروني (http://www.aaru.edu.jo/) متواضع جدا، ويحتوي معلومات غير محدثة وغير كاملة!
·         تفعيل الشراكة بين الجامعات عبر برامج أكاديمية ومشاريع بحثية مشتركة.
·         ان تقوم كل جامعة بتشكيل لجنة مشتركة من قسم تكنولوجيا المعلومات وقسم التخطيط والتطوير وقسم البحث العلمي وأي أقسام وكليات ذات العلاقة لدراسة كيفية إظهار وتحسين نشاطات الجامعة الأكاديمية والبحثية.
أخيرا، ورغم المرتبة الجيدة التي حصلت عليها الجامعات الفلسطينية، فانني على قناعة تامة بإمكانية تحسين هذه المرتبة إذا ما وضعت جامعاتنا الرجل المناسب في المكان المناسب.