الأحد، 4 مارس 2012

العوالم الافتراضية والجيل الثالث من الويب في التعليم



العوالم الافتراضية والجيل الثالث من الويب في التعليم

إعداد: د.جميل إطميزي
كلية فلسطين الأهلية الجامعية



مقال أكاديمي "العوالم الافتراضية والجيل الثالث من الويب في التعليم"، نشر في ملحق صحيفة القدس الرقمي، السنة 1، العدد 3، 
في 4/3/2012م، ص 4، الرابط: www.alqudsalraqmi.ps/flipper/3  
 



أصبح بدهياً أن تقنيات الحاسوب والإنترنت وخدماتهما في تطور مستمر، فما إن يقوم المستخدمون بالتعرف على أي تقنية أو خدمة جديدة ويقتربون من التعود عليها حتى يظهر غيرها، بل وبأنواع شتى، وأشكال متنوعة، وهكذا دواليك. وقد يستغرب المهتمون أن الباحثين يناقشون ويدرسون الجيل الثالث من الويب، وبعضنا لم يسمع أو لم يستوعب بعد الجيل الثاني منها.
في هذا المقال سوف نعطي نبذة فقط عن علاقة الجيل الثالث من الويب بأحد أبوابها ألا وهو العوالم الافتراضية.
والعوالم الافتراضية ليس وليدة هذه الأيام، بل هي قديمة، ولكنها الآن أكثر وضوحا وبروزا، وما زالت تحتاج الى جهود جبارة لاستغلال إمكانياتها الهائلة، وبالفعل فإن الحقيقة الافتراضية ستغير نمط التعليم والتدريب والتثقيف، كما ستغير طريقة عرض المنتجات والخدمات، بل ستغير طريقة تعاطينا مع التسلية.
إن ما يهمنا هنا، هو فهم ماهية العوالم الافتراضية وإمكانية استغلالها في التعليم، ومنه التعليم الإلكتروني. ولا بأس من بعض الأمثلة، للتدليل على عظمة العوالم الافتراضية في التعلم والتعليم، ومنها:
-    بدل أن يعطي محاضر التاريخ والآثار عدة محاضرات صفية باستخدام الشرح والنصوص عن تركيبة مدينة روما في زمن ما، فإن الطلاب يضعون خوذة الرأس حيث يشاهدون بل ويتنزهون في أزقة روما كما لو أرجعنا التاريخ إلى ذاك الزمان، ويقومون بتفحص أبنية روما وأعمدتها ومعابدها وشوارعها!
-    بدل أن يشرح محاضر الأحياء عدة محاضرات عن الأحياء البحرية مستعينا بالنص والصورة، فإن الطلاب يضعون نفس الخوذة ويسبحون افتراضيا مع تلك المخلوقات ويشاهدون حركتها وأنواعها وبيئتها ...إلخ.
-    بدل أن يقوم محاضر الشريعة بإعطاء شرح عن شعائر الحج والعمرة مستعينا بالنص وأحيانا بالصورة، فإن الطلاب يتجولون ويمارسون تلك الشعائر افتراضيا بمناظر حقيقية من تلك المناطق بحيث يطوفون حول الكعبة ويزورون أماكن الإحرام ويمرون على الصفا والمروة...
وللقارئ أن يتخيل استخدامات لا نهاية منظورة لهذه التقنيات، وللتربويين أن يتخيلوا مقدار الاستفادة من هذه التقنيات في التعلم والتدرب. نعم، إن هذا هو أحد سمات الأجيال الجديدة من الويب.
ان تعريف الجيل الثالث من الويب (الويب 3.0) ما زال محل جدل، ولا اتفاق عليه، فقد وصِف بأنه بالأساس يدور حول الويب الدلالية (Semantic Web) والشخصنة إضافة إلى أمور أخرى. والويب الدلالية –أو ما يطلق عليها أحيانا "الويب ذات المعنى" وهي الويب التي تُعرِف ماذا تعني هذه البيانات، وذلك بتمثيل المفاهيم عن طريق الربط بينها بعلاقات ذات معنى، حتى تسهل ربط الأشياء الموجودة بعضها البعض ولفهم أوسع للمفاهيم المختلفة.
وللتعرف على عناوين أجيال الويب من وجهة نظر المستخدم، فقد اشتُهرَ ما يأتي:
-    الجيل الأول من الويب: هو الحصول على المعلومات، وهي للقراءة فقط، ومكونة من صفحات هتمل ثابتة لا يمكن تغيير محتوياتها من قبل المتصفح.
-    الجيل الثاني من الويب: هو التفاعل، وهي للقراءة والكتابة، ومكونة من صفحات ديناميكية تسمح بإضافة المحتويات وتعديلها عبر المتصفح كما في تقنيات المنتديات والمدونات والموسوعات والمجتمعات الإلكترونية.
-    الجيل الثالث من الويب: هو الغمر والانغماس في الإنترنت ثلاثية الأبعاد أي العيش في العوالم الافتراضية، وهي للقراءة والكتابة والتنفيذ، ومكونة من البيئات الافتراضية التي تسمح بالقيام بالقراءة والكتابة بطريقة جديدة، وتسمح بالتنفيذ عبر هذه البيئات.