الثلاثاء، 8 مايو 2012

أهمية التدريب الإلكتروني في تنمية الموارد البشرية في العالم العربي


أهمية التدريب الإلكتروني في تنمية الموارد البشرية في العالم العربي

د. جميل احمد إطميزي.
جامعة فلسطين الأهلية، بيت لحم




مقال أكاديمي "أهمية التدريب الإلكتروني في تنمية الموارد البشرية في العالم العربي"، نشر في ملحق صحيفة القدس الرقمي، 
السنة 1، العدد 5، ص 2، 8/5/2012م، الرابط:   www.alqudsalraqmi.ps/flipper/5


يشهد العالم المعاصر تطوراً نوعياً وكمياً غير مسبوق في مجالات تقنية المعلومات والاتصالات، كما وتشهد المجتمعات البشرية ومنها المجتمعات العربية تغييرات سريعة في كل المجالات وعلى رأسها تقنيات وأساليب التعليم والتدريب، مما يفرض على القيمين على مراكز تنمية الموارد البشرية والتدريب مواكبة تلك التطورات، ورسم الخطط لدمج التقنيات الحديثة لا سيما التدريب الإلكتروني في منظومتها.
وفي عصر يتصف بالسرعة والتغيير المستمر، فان أهمية تدريب الموارد البشرية تصبح أمرا ملحاً، وبدونه لن يستطيع الموظفين مواصلة العطاء ولا الاستمرار بالقيام بالوظائف الإدارية بناء على المعلومات والمعارف التي حصلوا عليها قبل دخولهم مؤسساتهم. فالتدريب المستمر يعمل على تغيير الفرد بهدف تنمية ورفع كفاءته وقدرته على الإنتاج والعطاء عن طريق تحويل المعارف والمعلومات الجديدة التي تلقاها إلى مهارات تطبيقية.
ويمكن القول أن ملف التدريب الإلكتروني موجود على مكتب كل مديري مراكز تنمية الموارد البشرية، نظرا للفوائد الهائلة من دمج التدريب الإلكتروني في نظام هذه المراكز. كما إن انتشار وسائل التدريب الإلكتروني في السنوات الأخيرة فرضت على تلك المراكز تبني نوع أحد أشكال التدريب الإلكتروني. ولكن بعد مراجعة سريعة لوثائق ومواقع العشرات من هذه المراكز، يلاحظ الارتباك الواضح في كيفية هذا التبني وفي كيفيه تحويل التدريب التقليدي إلى تدريب إلكتروني.
التعليم الإلكتروني والتدريب الإلكتروني:
الواقع إنه لا يمكن الخوض في التدريب الإلكتروني دون توضيح التعليم الإلكتروني، ودون ذلك لن تتضح علاقة القربى بينهم. فالتعليم الإلكتروني هو مجموعة الأنشطة التي تغطي التعلم والتعليم التي يمكن أن تتم في أي زمان ومكان، على جهاز حاسوب موصول عموما بشبكة.
ويمكننا بإيجاز تمييز التدريب الإلكتروني بالآتي:
  • التدريب الإلكتروني هو جزء من التعليم الإلكتروني بمفهومه العريض.
  • التدريب الإلكتروني غالبا ما يقتصر على المؤسسات، والشركات التي تدريب موظفيها، لترفع من كفاءتهم المهنية والعلمية، في مجالات عملهم.
  • اعتبر البعض أن الدافعية هي التي تميز بين التدريب والتعليم الإلكتروني، فمتى سعى الموظف إلى تحسين قدراته عبر التعلم بالوسائل الإلكترونية فهذا تدريب إلكتروني وإلا فهو تعليم إلكتروني.
أهمية التدريب الإلكتروني:
إن التغيير السريع في المجتمعات البشرية ومنها المجتمعات العربية، في كل المجالات وعلى رأسها تقنيات وأساليب التعليم والتدريب، يفرض على القيمين على مراكز تنمية الموارد البشرية، والتدريب مواكبة تلك التطورات، ورسم الخطط لدمج التقنيات الحديثة لا سيما التدريب الإلكتروني في منظومتها.
وفي عصر يتصف بالسرعة والتغيير المستمر، فان أهمية تدريب الموارد البشرية تصبح أمراً ملحاً، وبدونه لن يستطيع الموظفين مواصلة العطاء ولا الاستمرار بالقيام بالوظائف الإدارية بناء على المعلومات والمعارف التي حصلوا عليها قبل دخولهم مؤسساتهم. فالتدريب المستمر يعمل على تغيير الفرد بهدف تنمية ورفع كفاءته وقدرته على الإنتاج والعطاء عن طريق تحويل المعارف، والمعلومات الجديدة التي تلقاها إلى مهارات تطبيقية. ويكفي الإشارة إلى إنه إذا كان معدل التغير داخل المؤسسة أقل من معدل التغير خارجها؛ فإن نهاية المؤسسة وشيكة، السؤال هو متى تحين!
إن التدريب المبنى على التقنية هو الحل الأمثل لكثير من التحديات التي تواجهها الوزارات والمؤسسات الحكومية والجامعات وشركات القطاع الخاص والعام. وتقوم هذه الفلسفة على إتاحة الفرصة للمتدربين لتطوير مهاراتهم وقدراتهم بشكل مستمر دون اضطرارهم دوما إلى ترك أماكن عملهم أو تقليل عدد اللقاءات وإلى استثمار الوقت الإضافي بعد ساعات العمل.
إن أهمية التدريب الإلكتروني تكمن في الآتي:
1)      ارتباطه بأغلى الموارد وأكثرها قيمة وأهمية في المؤسسات ألا وهو العنصر البشري.
2)      الفوائد والمزايا الجمة المتحصلة منه مقارنة بالتدريب التقليدي.
3)      إن طباع الناس وأمزجتهم تتغير، ولم يعد الموظفين يرغبون باستخدام الوسائل التدريبية التي طبقت قبل عقد من الزمان.
4)      زيادة الحاجات التدريبية لموظفي المؤسسات الحالية أفقياً وعمودياً عن السابق.
مزايا وفوائد التدريب الإلكتروني:
يمكننا إيجاز فوائد التدريب الإلكتروني مقارنة بأسلوب التدريب التقليدي على صعيدين:
** على صعيد المؤسسة:
­       تخفيض تكلفة التنقل، والمعيشة للمتدربين، وتكلفة ضياع وقت العاملين، وتكلفة الإنتاج، والتوزيع للمواد التدريبية، وتخفيض تكلفة المكاتب، والمدربين.
­       إمكانية وسهولة الحصول على أفضل البرامج التدريبية عن طريق المشاركة والتبادل أو الشراء.
­       سهولة وسرعة المراجعة، والتحديث، والتحرير، والتوزيع للمكونات التدريبية والتعليمية.
­       إمكانية طرح المزيد من الدورات التدريبية المتنوعة، أي التوسع الأفقي في الدورات التدريبية
­       إمكانية طرح المزيد من جلسات لدورات تدريبية سيق طرحتها، أي التوسع العمودي.
­       تغذية راجعة تلقائية عند الانتهاء المتدرب من الدورة.
­       تسهيل متابعة المتدربين ولو كانوا كُثر.
­       تسهيل وصول الالآف لنفس المصدر في نفس الوقت بخلاف المصادر الورقية.
­       تسهيل إدارة الدورات التدريبية.
­       توثيق دقيق لكل ما يتعلق بالدورات التدريبية.
­       تسهيل الحصول على تقارير متنوعة وفورية.
­       إمكانية الاستفادة من المتدربين المتميزين.
** على صعيد المتدرب:
§    المرونة والملائمة: وتتمثل في الأتي:
­       المتدرب هو مركز العملية التدريبية أما المدرب فدوره إشرافي.
­       سهولة وسرعة الوصول للمحتويات، والأنشطة بأي وقت وأي مكان.
­       إمكانية الاختيار بين دورات متوفرة دائماً، وتتزايد باستمرار.
­       تغذية راجعة فورية عند استخدام الواجبات، والامتحانات، والتمارين.
­       مراعاة الفروق الفردية بين المتدربين ومنها قدرة المتدرب أن يدرس بسرعة أو ببطيء.
­       يقدم تسهيلات، وأساليب تعليمية متنوعة تمنع الملل.
­       التغلب على عوائق التدريب التقليدي المختلفة مثل العوائق المادية والسفر، أو المرض، أو الإعاقة.
§    الــوقــــت:
­       توفير الوقت عن طريق اختصار وقت التنقل والسفر.
­       تنظيم الوقت بحيث يجدول المتدرب تلقيه لدورته بما ينتسب وظروف العمل، والعائلة.
­       توفير الوقت لأنه يتيح للمتدرب القفز عن مواد ونشاطات يعرفها.
§    الاتصالات والتفاعل:
­       إمكانية الاتصال والتفاعل الإلكتروني المباشر بين المدرب والمتدربين، وكذلك بين المتدربين فيما بينهم من خلال وسائل البريد الإلكتروني ومنتديات النقاش وغرف الحوار ونحوها.
­       إمكانية التدرب بأي مكان يتوفر فيه حاسوب وإنترنت.
­       في حالة الصفوف المكتظة فإن التفاعل بين المدرب والمتدربين يكون أفضل إلكترونياً عنه تقليدياً.