الخميس، 7 يونيو 2012

نتائج المؤتمر الدّولي الأول لتقنيات المعلومات والاتصالات في التعليم والتدريب في تونس



نتائج المؤتمر الدّولي الأول لتقنيات المعلومات والاتصالات في التعليم والتدريب
في تونس

د. جميل احمد إطميزي.
كلية فلسطين الأهلية الجامعية، بيت لحم



مقال أكاديمي "نتائج المؤتمر الدّولي الأول لتقنيات المعلومات والاتصالات في التعليم والتدريب في تونس"، نشر في ملحق 
صحيفة القدس الرقمي، السنة 1، العدد 6، ص 6، 7/6/2012م، الرابط:  www.alqudsalraqmi.ps/flipper/6
 


أثرت في هذه المقالة تسليط الضوء على مؤتمر لتكنولوجيا المعلومات، نظرا لما تعانيه المؤتمرات العلمية المتخصصة من تهميش اعلامي، في ظل اعلام لا ينشر الا اخبار الاثارة.
عقد قبل ايام المؤتمر الدّولي الأول لتقنيات المعلومات والاتصالات في التعليم والتدريب برعاية المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) وبالتعاون مع الجمعيّة التونسية لعلوم التصرّف وبمشاركة المعهد العالي للتصرّف والجامعة الافتراضية بتونس، وذلك بمدينة الحمامات بالجمهورية التونسية خلال الفترة من 7  إلى 10  مايو/أيار 2012.
وقد كان لي الشرف في ترأس اللجنة العلمية ولجنة البرنامج الخاصة بالمؤتمر، وكانت مشاركات فلسطين متميزة كما وكيفا، فقد شارك عددا من الباحثين من جامعة القدس المفتوحة، وجامعة النجاح الوطنية، وجامعة بوليتكنك فلسطين، وجامعة القدس، وكلية فلسطين الأهلية الجامعية وبعض الافراد بصفة شخصية.
وقد حضره عدد كبير من الخبراء والباحثين المختصين من أكثر من 21 دولة عربية وأجنبية، وقد تضمنت فعاليات المؤتمر محاضرات عامة، وورش عمل، ودروسا، و 50 بحثا، ومعرضا للكتاب، وتم خلاله التعريف بآخر المستجدات والتحديات والآفاق المستقبلية لاستخدامات  التقنيات الرقمية في المؤسسات التعليمية والتدريبية العربية.
ومن تجربتي في هذا المؤتمر وفي المؤتمرات ذات العلاقة، فقد لاحظت وجود طاقات عربية متميزة، تبحث عن فرصة، وقابلت باحثين على قدرة كبيرة، ولكنها في مجملها مهمشة. والحقيقة ان الجزء الاكبر من ضعف الابحاث العربية سببه عدم اهتمام الدول العربية في الباحثين وفي الابحاث، سواء على صعيد الدعم المالي والاعلامي، وعدم الالتفات الى توصيات هذه المؤتمرات.
ومن القضايا التي تعانيها مؤتمرات تكنولوجيا المعلومات موضوع المصطلحات، فهناك "أزمة" مصطلحات، وأزعم أن أكثر تنوع في المصطلحات هو ما كان ذا علاقة بتكنولوجيا المعلومات، وعلى الأخص ما تعلق بالفضاء الإنترنتي، فثورة المعلوماتية وسرعة التغيير وكثرة الاختراعات البرمجية جعلت كثيراً من الباحثين يضعون مصطلحات من عندهم، ويزاد الأمر تعقيدا إذا أضيف إلى ذلك تعريب تلك المصطلحات إلى العربية أو ترجمتها، والتي أسميها "فوضى التعريب" والتي نتجت عن الموت السريري لمجامع اللغة العربية وانعدام الرقابة، بل وأكثر من ذلك غياب أي دور حكومي عربي عن قطاع تكنولوجيا المعلومات إنتاجا وتأليفا وترجمة، والتي قام الأفراد بجزء منها، حيث اختار كل فرد المصطلح العربي الذي يرغب به! ولا نكشف سرا إذا قلنا إن بعض مصطلحات المعلوماتية الإنجليزية قد وجد لها أكثر من عشرة مصطلحات عربية.
ومن ميزات هذا المؤتمر هو موضوعة، فهو مؤتمر متخصص ومحكم ويشمل انشطة متنوعة، ويخطط لمشاريع واعدة. فمن محاور هذا المؤتمر الهامة التقنيات الرقمية التعليمية واللغة العربية، والتي ستثمر يوما ما عن قاموس عربي لمصطلحات تكنولوجيا التعليم. ومن محاوره الهامة ايضا تأليف نواة دليل عربي للتقنيات التعليمية الرقمية ترعاه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، واطلاق الشبكة العربية للتقنيات الرقمية والتي ستضم في مظلتها دورية محكمة وقاعدة بيانات للخبراء العرب وغير ذلك الكثير.
وفي ختام أعمال المؤتمر أعلن المشاركون جملة من التوصيات، منها العزم على مواصلة عقد هذا المؤتمر بصفة دورية ودعوة الدول العربية إلى دعم القطاع الخاص وتمكينه من المساهمة في نشر وتوظيف تقنيات المعلومات والاتصال في التعليم والتدريب في الوطن العربي، ودعوة الخبراء والعلماء العرب ومؤسسات القطاع الخاص للانضمام إلى الشبكة العربية للتقنيات الرقمية والمساهمة بفاعليّة في تحقيق أهدافها، ودعوة الجهات الحكومية والخاصة إلى ايلاء الاهتمام بالتقنيات الرقمية مفتوحة المصدر لما تمثله من بدائل ناجعة ومنخفضة الكلفة.
رابط صفحة المؤتمر (http://www.ticet.org).


                         

الثلاثاء، 8 مايو 2012

أهمية التدريب الإلكتروني في تنمية الموارد البشرية في العالم العربي


أهمية التدريب الإلكتروني في تنمية الموارد البشرية في العالم العربي

د. جميل احمد إطميزي.
جامعة فلسطين الأهلية، بيت لحم




مقال أكاديمي "أهمية التدريب الإلكتروني في تنمية الموارد البشرية في العالم العربي"، نشر في ملحق صحيفة القدس الرقمي، 
السنة 1، العدد 5، ص 2، 8/5/2012م، الرابط:   www.alqudsalraqmi.ps/flipper/5


يشهد العالم المعاصر تطوراً نوعياً وكمياً غير مسبوق في مجالات تقنية المعلومات والاتصالات، كما وتشهد المجتمعات البشرية ومنها المجتمعات العربية تغييرات سريعة في كل المجالات وعلى رأسها تقنيات وأساليب التعليم والتدريب، مما يفرض على القيمين على مراكز تنمية الموارد البشرية والتدريب مواكبة تلك التطورات، ورسم الخطط لدمج التقنيات الحديثة لا سيما التدريب الإلكتروني في منظومتها.
وفي عصر يتصف بالسرعة والتغيير المستمر، فان أهمية تدريب الموارد البشرية تصبح أمرا ملحاً، وبدونه لن يستطيع الموظفين مواصلة العطاء ولا الاستمرار بالقيام بالوظائف الإدارية بناء على المعلومات والمعارف التي حصلوا عليها قبل دخولهم مؤسساتهم. فالتدريب المستمر يعمل على تغيير الفرد بهدف تنمية ورفع كفاءته وقدرته على الإنتاج والعطاء عن طريق تحويل المعارف والمعلومات الجديدة التي تلقاها إلى مهارات تطبيقية.
ويمكن القول أن ملف التدريب الإلكتروني موجود على مكتب كل مديري مراكز تنمية الموارد البشرية، نظرا للفوائد الهائلة من دمج التدريب الإلكتروني في نظام هذه المراكز. كما إن انتشار وسائل التدريب الإلكتروني في السنوات الأخيرة فرضت على تلك المراكز تبني نوع أحد أشكال التدريب الإلكتروني. ولكن بعد مراجعة سريعة لوثائق ومواقع العشرات من هذه المراكز، يلاحظ الارتباك الواضح في كيفية هذا التبني وفي كيفيه تحويل التدريب التقليدي إلى تدريب إلكتروني.
التعليم الإلكتروني والتدريب الإلكتروني:
الواقع إنه لا يمكن الخوض في التدريب الإلكتروني دون توضيح التعليم الإلكتروني، ودون ذلك لن تتضح علاقة القربى بينهم. فالتعليم الإلكتروني هو مجموعة الأنشطة التي تغطي التعلم والتعليم التي يمكن أن تتم في أي زمان ومكان، على جهاز حاسوب موصول عموما بشبكة.
ويمكننا بإيجاز تمييز التدريب الإلكتروني بالآتي:
  • التدريب الإلكتروني هو جزء من التعليم الإلكتروني بمفهومه العريض.
  • التدريب الإلكتروني غالبا ما يقتصر على المؤسسات، والشركات التي تدريب موظفيها، لترفع من كفاءتهم المهنية والعلمية، في مجالات عملهم.
  • اعتبر البعض أن الدافعية هي التي تميز بين التدريب والتعليم الإلكتروني، فمتى سعى الموظف إلى تحسين قدراته عبر التعلم بالوسائل الإلكترونية فهذا تدريب إلكتروني وإلا فهو تعليم إلكتروني.
أهمية التدريب الإلكتروني:
إن التغيير السريع في المجتمعات البشرية ومنها المجتمعات العربية، في كل المجالات وعلى رأسها تقنيات وأساليب التعليم والتدريب، يفرض على القيمين على مراكز تنمية الموارد البشرية، والتدريب مواكبة تلك التطورات، ورسم الخطط لدمج التقنيات الحديثة لا سيما التدريب الإلكتروني في منظومتها.
وفي عصر يتصف بالسرعة والتغيير المستمر، فان أهمية تدريب الموارد البشرية تصبح أمراً ملحاً، وبدونه لن يستطيع الموظفين مواصلة العطاء ولا الاستمرار بالقيام بالوظائف الإدارية بناء على المعلومات والمعارف التي حصلوا عليها قبل دخولهم مؤسساتهم. فالتدريب المستمر يعمل على تغيير الفرد بهدف تنمية ورفع كفاءته وقدرته على الإنتاج والعطاء عن طريق تحويل المعارف، والمعلومات الجديدة التي تلقاها إلى مهارات تطبيقية. ويكفي الإشارة إلى إنه إذا كان معدل التغير داخل المؤسسة أقل من معدل التغير خارجها؛ فإن نهاية المؤسسة وشيكة، السؤال هو متى تحين!
إن التدريب المبنى على التقنية هو الحل الأمثل لكثير من التحديات التي تواجهها الوزارات والمؤسسات الحكومية والجامعات وشركات القطاع الخاص والعام. وتقوم هذه الفلسفة على إتاحة الفرصة للمتدربين لتطوير مهاراتهم وقدراتهم بشكل مستمر دون اضطرارهم دوما إلى ترك أماكن عملهم أو تقليل عدد اللقاءات وإلى استثمار الوقت الإضافي بعد ساعات العمل.
إن أهمية التدريب الإلكتروني تكمن في الآتي:
1)      ارتباطه بأغلى الموارد وأكثرها قيمة وأهمية في المؤسسات ألا وهو العنصر البشري.
2)      الفوائد والمزايا الجمة المتحصلة منه مقارنة بالتدريب التقليدي.
3)      إن طباع الناس وأمزجتهم تتغير، ولم يعد الموظفين يرغبون باستخدام الوسائل التدريبية التي طبقت قبل عقد من الزمان.
4)      زيادة الحاجات التدريبية لموظفي المؤسسات الحالية أفقياً وعمودياً عن السابق.
مزايا وفوائد التدريب الإلكتروني:
يمكننا إيجاز فوائد التدريب الإلكتروني مقارنة بأسلوب التدريب التقليدي على صعيدين:
** على صعيد المؤسسة:
­       تخفيض تكلفة التنقل، والمعيشة للمتدربين، وتكلفة ضياع وقت العاملين، وتكلفة الإنتاج، والتوزيع للمواد التدريبية، وتخفيض تكلفة المكاتب، والمدربين.
­       إمكانية وسهولة الحصول على أفضل البرامج التدريبية عن طريق المشاركة والتبادل أو الشراء.
­       سهولة وسرعة المراجعة، والتحديث، والتحرير، والتوزيع للمكونات التدريبية والتعليمية.
­       إمكانية طرح المزيد من الدورات التدريبية المتنوعة، أي التوسع الأفقي في الدورات التدريبية
­       إمكانية طرح المزيد من جلسات لدورات تدريبية سيق طرحتها، أي التوسع العمودي.
­       تغذية راجعة تلقائية عند الانتهاء المتدرب من الدورة.
­       تسهيل متابعة المتدربين ولو كانوا كُثر.
­       تسهيل وصول الالآف لنفس المصدر في نفس الوقت بخلاف المصادر الورقية.
­       تسهيل إدارة الدورات التدريبية.
­       توثيق دقيق لكل ما يتعلق بالدورات التدريبية.
­       تسهيل الحصول على تقارير متنوعة وفورية.
­       إمكانية الاستفادة من المتدربين المتميزين.
** على صعيد المتدرب:
§    المرونة والملائمة: وتتمثل في الأتي:
­       المتدرب هو مركز العملية التدريبية أما المدرب فدوره إشرافي.
­       سهولة وسرعة الوصول للمحتويات، والأنشطة بأي وقت وأي مكان.
­       إمكانية الاختيار بين دورات متوفرة دائماً، وتتزايد باستمرار.
­       تغذية راجعة فورية عند استخدام الواجبات، والامتحانات، والتمارين.
­       مراعاة الفروق الفردية بين المتدربين ومنها قدرة المتدرب أن يدرس بسرعة أو ببطيء.
­       يقدم تسهيلات، وأساليب تعليمية متنوعة تمنع الملل.
­       التغلب على عوائق التدريب التقليدي المختلفة مثل العوائق المادية والسفر، أو المرض، أو الإعاقة.
§    الــوقــــت:
­       توفير الوقت عن طريق اختصار وقت التنقل والسفر.
­       تنظيم الوقت بحيث يجدول المتدرب تلقيه لدورته بما ينتسب وظروف العمل، والعائلة.
­       توفير الوقت لأنه يتيح للمتدرب القفز عن مواد ونشاطات يعرفها.
§    الاتصالات والتفاعل:
­       إمكانية الاتصال والتفاعل الإلكتروني المباشر بين المدرب والمتدربين، وكذلك بين المتدربين فيما بينهم من خلال وسائل البريد الإلكتروني ومنتديات النقاش وغرف الحوار ونحوها.
­       إمكانية التدرب بأي مكان يتوفر فيه حاسوب وإنترنت.
­       في حالة الصفوف المكتظة فإن التفاعل بين المدرب والمتدربين يكون أفضل إلكترونياً عنه تقليدياً.